تشهد سماء السعودية قبل شروق شمس اليوم الجمعة -بإذن الله تعالى-، وقوع القمر بالقرب من كوكب زحل الذهبي، الذي يعرف ب (أيقونة الفلك)، ويظهر بالأفق الشرقي من قبة السماء، في ظاهرة مشاهدة بسهولة بالعين المجردة، خاصة إذا كانت السماء صافية وخالية من الغيوم، وسيظهر أسفل زحل نجم (قلب العقرب) بلونه الأحمر الدامي، ومن خلال استخدام المنظار الثنائي العينية، يمكن رؤية تضاريس سطح القمر الرئيسية، على طول الخط الفاصل بين الجزء المضاء والجزء المظلم، حيث يكون المشهد ثلاثي الأبعاد، وذلك الخط يبين أين تغرب الشمس الآن على قرص القمر، كذلك من خلال تلسكوب صغير، يمكن رؤية حلقات كوكب زحل. وكانت المسافة بين القمر والشمس تقلصت منتصف الأسبوع الحالي، عندما وصل القمر إلى مرحلة التربيع الأول في ظهيرة الثلاثاء الماضي، ومن ثم أخذ مساره إلى ما بعد منتصف الليل متتابعا كل ليلة، وفي النهاية مرئيا لفترة قصيرة جدا قبل شروق الشمس، ثم يغطس في وهج الشمس مع اقترابه من مرحلة (المحاق) استعدادا لانتقاله من سماء الفجر وعودته إلى الظهور المسائي. وبشكل عام، يقطع القمر ما يزيد على 12 درجة نحو الشرق من ليلة إلى الليلة التالية، بما يجعله يتأخر في شروقه تقريبا ساعة واحدة كل يوم. ويعد التربيع الأخير للقمر، مثل مرحلة التربيع الأول، مفيدة للقيام برصد تضاريس سطح القمر، مثل: الجبال والفوهات والأودية القمرية، وذلك لأن الظلال تكون طويلة جدا، وتكون واضحة عند الرصد كما هو الحال في مرحلة الهلال، التي تمثل مسافة أفضل للرصد، وذلك بخلاف الوضع خلال فترة المحاق، حيث لا يكون الوجه القمري المقابل للأرض، قادرا على عكس أي كمية من ضوء الشمس؛ لأن هذا الوجه من القمر، لا يواجه الشمس ليعكس ضوئها، وإنما يواجه الأرض وبهذا يكون القمر مظلما. يُذكر أن (المحاق) يمثل مبتدأ أطوار القمر ومنتهاها، بغياب القمر وراء الشمس وتواريه في الظل، وسمي بالمحاق لانمحاق نوره واختفائه، وحينئذ يحدث اقتران الشمس والقمر ومولد شهر هجري جديد، وعندما يخرج القمر من ظل الشمس وينعكس ضوؤها على الجزء الخارج من القمر، يمكن للرائي من الأرض أن يشاهد الهلال، وتستغرق هذه المرحلة 15 ساعة منذ حدوث الاقتران، وبعد المحاق ثم الهلال يكون التربيع الأول، ثم الأحدب المتزايد، ثم البدر، ثم الأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم هلال آخر الشهر، ثم المحاق مرة أخرى وبداية شهر جديد.