شهدت أستراليا خلال السنوات العشر الماضية قفزة كروية مميزة نتيجة الدعم والاهتمام الحكومي بها بعد مرور قرابة الأسبوع على انطلاق منافسات بطولة كأس آسيا 16 التي تستضيفها أستراليا على ملاعبها، كشف لنا ضعف الحضور الجماهيري في معظم المباريات، وحتى التي يكون فيها المنتخب الأسترالي طرفًا، إن كرة القدم لم تحصل بعد على الاهتمام الكافي الذي يجعلها (نمبر1) أو الرياضة الشعبية الأولى في أستراليا، رغم القفزات الرائعة التي حققتها كرة القدم في أستراليا على صعيد الأندية والمنتخب، ولكن على ما يبدو أن اهتمام الأستراليين بكرة القدم الأسترالية والكريكت والركبي التي تعتبر الرياضات الشعبية في أستراليا كان أكبر من اهتمامهم بكرة القدم العالمية! 32% نسبة إشغال الملاعب: وفي وقت توقعت فيه اللجنة المنظمة متابعة 800 مليون مشاهد لمباريات كأس آسيا 2015، من ضمنهم 500 ألف على المدرجات، لا تبدو البطولة التي أنفقت أستراليا 100 مليون دولار لتنظيمها بهذا النجاح، على الصعيد الجماهيري على الأقل، فحتى المباراة الافتتاحية التي كان أصحاب الضيافة أحد طرفيها، بقي خمسة آلاف مقعد من مقاعد ملعب ملبورن شاغراً، على الرغم من تواضع أسعار التذاكر التي تبلغ قيمة الواحدة منها 15 دولاراً. وفي حين يبلغ معدل الحضور الجماهيري لمباريات الدوري الأسترالي نحو 13 ألف متفرج للمباراة الواحدة، لم تُغرِ كبرى بطولات القارة الصفراء الكثير من المشجعين في بلاد ال"كانجارو"، فبلغ معدل حضور المباريات الست الأولى من كأس آسيا الحالية 14 ألفاً و300 مشجع لكل لقاء، بينما يبلغ معدل استيعاب الملاعب الخمسة المضيفة حوالي 45 ألف مقعد، أي أن نسبة إشغال مدرجات الملاعب لم تتجاوز 32%، في وقت بقي فيه 68% من المقاعد خالية. وقد لا يلام المشجع الأسترالي على غيابه عن الصورة، فحتى الأقسام الرياضية لكبرى صحف البلاد تجاهلت البطولة تماماً، فغابت أخبارها عن الصفحات الأولى التي أفردت لمناقشة المشاركة المرتقبة ل "أوسيس" في كأس العالم للكريكت. قفزة كروية: ورغم أن كرة القدم في أستراليا لا تعتبر الرياضة الشعبية الأولى فيها، إلا أنها حققت خلال السنوات العشر الماضية قفزات كروية هامة نتيجة الدعم والاهتمام الحكومي بها. وقبل عقد من الزمان كانت كرة القدم في أستراليا تقتصر على إنجازات متفرقة في أحسن الأحوال، وكان شغف البلاد بالرياضة واضحاً في العديد من المجالات، ولكن طموحاتها في كرة القدم ظلت بعيدة المنال إلى حد كبير، بيد أنها استطاعت أن تنبعث من الرماد لتصبح قوة يُحسب لها ألف حساب في ملاعب الساحرة المستديرة، محققة العديد من الإنجازات في طريقها إلى المجد، حيث شاركت ثلاث مرات في كأس العالم «FIFA» بعد 32 سنة من الغياب". الكانجارو عن العرس العالمي: ولم تقتصر موجة النجاحات فقط على منتخب الرجال، إذ تمكنت سيدات أستراليا من الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم للسيدات «FIFA» خلال النسختين الأخيرتين، فضلاً عن تتويجها بكأس آسيا للسيدات. كما لا ننسى ولادة الدوري الأسترالي للمحترفين الذي دخل موسمه العاشر، ناهيك عن تتويج ويسترن سيدني واندررز بلقب دوري أبطال آسيا العام الماضي، والآن تملك أستراليا فرصة لإظهار علو كعبها داخل الملعب وخارجه، عندما تستضيف لأول مرة نهائيات كأس آسيا. دعم حكومي: ويرجع هذا التغيير المذهل إلى العمل الشاق والإدارة الجيدة، حيث قال الأمين العام للاتحاد الأسترالي لكرة القدم ديفيد جالوب: "لقد حظيت رياضتنا بالمساعدة في مجال الحكومة من أجل تحقيق الإصلاح، وذلك بقيادة رئيسنا الحالي فرانك لوي الذي قام بعمل رائع أعاد به الحيوية لكرة القدم الأسترالية، حيث غيَّر تماماً هياكلها ومجلس إدارتها، ومن ثم إنشاء الدوري الأسترالي".