تعد بطاقة كفاءة الطاقة خارطة طريق واضحة للجهاز الأكثر كفاءة، إذ تمنح الثقة للمستهلكين الذين يرغبون في شراء الأجهزة الكهربائية خاصة أجهزة التكييف، والثلاجات، والمجمدات، والغسالات، كونها ترشدهم بشكل واضح إلى الجهاز الأكثر كفاءة وترشيدًا للطاقة الكهربائية والمتوافق مع المواصفات القياسية السعودية. وتهدف البطاقة التي تعد بمثابة دليل إرشادي إلى توعية المستهلك للمقارنة بين الأجهزة الكهربائية بحسب كفاءتها في استهلاك الطاقة الكهربائية قبل شرائها، واختيار الجهاز الأفضل أداءً، والأقل استهلاكاً للطاقة. ومن المعروف أن البطاقة توضع بشكل إلزامي وفي مكان بارز على بعض الأجهزة الكهربائية، وتُعبّر عن كفاءة استهلاك الطاقة الكهربائية بعدد النجوم؛ بحيث كلما زاد عدد النجوم الموضحة على البطاقة زادت كفاءة الجهاز، وقل استهلاكه للطاقة الكهربائية، والعكس صحيح، فكلما قّل عدد النجوم انخفضت الكفاءة وزاد استهلاكه للطاقة؛ وبالتالي تزداد قيمة الفاتورة الكهربائية بشكل ملحوظ. كما تضم البطاقة تعريفاً بسنة إصدار الجهاز والعلامة التجارية للمنتج، ورقم الطراز، والاستهلاك السنوي للطاقة كيلو واط ساعة، إضافة إلى رقم المواصفة القياسية السعودية المطبقة لاختبار الجهاز، ونسبة كفاءة الطاقة (EER)، وسعة التبريد للمكيف (وحدات حرارية)، أو الحجم للثلاجة (قدم مكعبة)، أو سعة الحمل للغسالة (كجم). ورغم الفائدة المباشرة على المستهلك النهائي في اختيار الأجهزة المرشّدة ذات الكفاءة والاستهلاك الأقل في الطاقة على المدى الطويل من ناحية قيمة الفاتورة الكهربائية، أو الصيانة، وتوفر قطع الغيار؛ إلا أن هناك فوائد كبرى تتحقق في الدائرة الأوسع على مستوى الوطن تتمثل في إحراق كميات أقل من الوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية؛ مما يقلل من انبعاث الغازات المسببة لزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري المؤثر على البيئة، ويقلل الاستهلاك المحلي للوقود، ويزيد من الكميات المصدرة للخارج، ويرفع معدل الدخل القومي، إضافة إلى الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية مما يخفض الحمل الذروي للكهرباء ويقلل عدد الانقطاعات بسبب زيادة الأحمال في فصل الصيف، وخلق روح المنافسة بين المصنعين المحليين والموردين لتزويد السوق المحلية بالأجهزة عالية الكفاءة. يذكر أن وزارة التجارة والصناعة بدأت منذ عام حملة التطبيق الإلزامي لبطاقة كفاءة الطاقة في الاسواق، من خلال تنفيذ جولات رقابية على الأسواق ومحال بيع أجهزة التكييف للتأكد من وجود البطاقة على جميع المكيفات المعروضة على المستهلك، والتحقق أيضاً من التزام المستوردين والمصنعين المحليين بالحدود الدنيا لعدد النجوم، وأنه تم سحب المكيفات الرديئة من السوق والتي تحقق الحدود الدنيا التي حددها مركز كفاءة الطاقة وهيئة المواصفات والمقاييس. وتوضح بطاقة كفاءة الطاقة التي ستلزم المنشآت التجارية بوضعها على أجهزة التكييف الحد الأدنى من النجوم الواجب توفرها في كل نوع من أنواع الأجهزة، حيث ألزمت بضرورة توافر أربعة نجوم كحد أدنى في مكيفات "أسبليت"، وثلاثة نجوم في مكيفات الشباك. وشددت الوزارة على أنها لن تسمح ببيع مكيفات الهواء المخالفة بعد انتهاء المهلة وبدء الجولات الرقابية في الأسواق، داعية المستهلكين للتأكد من وجود بطاقة كفاءة الطاقة على أجهزة التكييف قبل الشراء، نظراً لكونها تسهم في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية، وبالتالي توفر قيمة الاستهلاك في الفاتورة بنسبة تصل إلى 30 في المائة. وكانت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة قد وضعت عدة شروط وضوابط تضمن كفاءة استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية، واعتمد مجلس إدارة الهيئة تعديل المواصفة القياسية السعودية الإلزامية رقم (2663/2007) الخاصة بمتطلبات بطاقات الطاقة والحدود الدنيا لكفاءة استهلاك الطاقة للمكيفات.