لا يبدو المشهد الآسيوي بالنسبة للأخضر مريحا الى درجة الاطمئنان من قبل الجمهور السعودي الذي توجه له الصفعات، الواحدة تلو الأخرى من المشاركة في بطولة الخليج الأخيرة وحتى ما بعد مباراة الصين الأخيرة، فمع خسارة تحقيق لقب الخليج، الى اقالة لوبيز، الى الاعداد المتأخر لبطولة آسيا، وجلب المدرب كوزمين في حالة طارئة، واستبعاد الشمراني، وتشابك السهلاوي وهزازي، يعني الحالة مزرية الى درجة الترقيع الذي لا يفيد احيانا. من وجهة نظري الخاصة الأخضر بحاجة الى مراجعة حسابات كبيرة بعد البطولة الآسيوية، فكل المنتخبات تعاني من حالة الاستقرار منذ وصولها الى استراليا الى الأخضر، وصحيح أننا كجمهور واعلاميين قلوبنا مع المنتخب ونتمنى له التوفيق، ولكن عندما نرى مثل هذه الأحداث تتوالى في شريط سينمائي نضرب كفا بكف ونتخوف من المستقبل، نعم. فالمستقبل في ظل هذه الأحداث يتطلب الصبر ولا غير مع احداث نقلة نوعية للأخضر ترضي الجماهير السعودية عنه في مرحلة قادمة. اليوم يواجه منتخبنا كوريا الشمالية المتطور، وعندما أقول متطوراً لا يعني هذا الا شيئاً واحداً أنه قادر على احداث الانتصار مهما كانت الظروف، وبالتأكيد الكوريون سينظرون ويأخذون بعين الاعتبار الظروف التي تواجه منتخبنا وامكانية استغلالها في المستطيل الأخضر اليوم، ونحن -وأقصد لاعبينا- إن لم نستثمر هذه المباراة بالشكل السليم فبالتأكيد سنضطر الى حجز تذاكر العودة الى المملكة مبكرا لأن الفوز للأخضر سيكون أمرا مصيريا وهو كذلك للفريق الكوري الشمالي الذي يريد هو الآخر تعويض الخسارة السابقة، ما يعني أن المباراة وإن خرجت بالتعادل. فالدخول في مرحلة الحسابات والنظر للمباراة القادمة أمام أوزبكستان بمنظار الشفقة والاستعطاف من أجل امكانية التأهل للدور الثاني. ظروف الأخضر تحتاج الى حنكة ادارية أكثر منها فنية في كيفية التعامل مع اللاعبين نفسيا، وتهيئتهم لأجواء مباراة مصيرية مثل مباراة كوريا الشمالية اليوم. فالفريق الكوري لن يكون ذلك المنتخب السهل الذي بامكانك أن تفوز عليه بأقل جهد، وبالتالي لا بد من دراسة الوضع اداريا ومن ثم فنيا، وتواجد أغلب مسؤولي اتحاد القدم في أستراليا يتطلب منهم زيادة الجهد والالتفات الى اللاعبين أكثر من أي شيء، ومن ثم سيكون لنا كلمة بعد مواجهة كوريا اليوم مع كل الأماني الصادقة بتجاوز هذه المرحلة الصعبة للأخضر.