تصدرت الصين قائمة دول القارة الآسيوية المستوردة لمنتجات دول مجلس التعاون الخليجي من الكيماويات خلال عام 2013 والتي بلغ مجملها 39.5 مليون طن، وذلك وفقاً لتقرير «حقائق وأرقام» السنوي الذي يصدره الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا). وقد ساهم تطور قطاع التصنيع في الصين في تعزيز الطلب على وارداتها من المواد الخام، بما في ذلك منتجات الكيماويات. ونتيجة لذلك، ارتفعت صادرات قطاع الكيماويات من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين بنسبة 13٪ سنوياً على مدى السنوات العشر الماضية، مع تصدير ما يقرب من 60٪ من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الكيماويات والمواد البلاستيكية إلى آسيا، وفقاً لتقرير (جيبكا). وبهذا السياق قال الدكتور عبدالوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): «رسخ منتجو البتروكيماويات والكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي تواجدهم القوي في الصين بفضل ما تتمتع بها من وفرة في المواد الخام، وتشهد صادراتها ارتفاعاً مطرداً على مدى سنوات العقد الماضي، ومع التغيير الذي يشهده قطاع البتروكيماويات على الصعيد العالمي مع ثورة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، فإن الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى». وأضاف بالقول: «تُعتبر الصين أكبر سوق لقطاع الكيماويات في العالم، ولا تزال تشهد نمواً كبيراً بمعدلات أسرع من نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد. وقُدرت قيمة قطاع الكيماويات في الصين في العام الماضي بنحو 1.31 تريليون دولار. واستوردت الصين 5.52 ملايين طن من خامات البولي إثيلين في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام بزيادة بلغت نسبتها 14.6٪. أما وارداتها منخامات البولي بروبلين فقد بلغت 2.98 مليون طن خلال نفس الفترة بزيادة بلغت نسبتها 7.68٪. وتعكس هذه الأرقام الاحتياجات الهائلة للصين في هذا القطاع، وهذا ما يمكن توفيره من قبل المنتجين في دول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات القليلة المقبلة». ووفقا لبيانات الجمارك الوطنية في الصين، تم استيراد3.01 ملايين طن من البولي ايثيلين من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2013، أي مايمثل 34٪ من إجمالي وارداتها من تلك الخامات في ذلك العام. كما استوردت الصين 1.18 مليون طن من خامات البولي بروبيلين في عام 2013، وبلغت حصة دول مجلس التعاون الخليجي منها ما نسبته 24٪. ووفقاً للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات(جيبكا)، فإنه من المتوقع أن يستمر تدفق صادرات البولي ايثيلين والبولي بروبيلين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين في ضوء المشاريع الجديدة التي من المقرر أن يبدأ تشغيلها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات القليلة المقبلة. وأردف الدكتور السعدون قائلاً: «شهد قطاعات إنتاج الكيماويات ازدهاراً ملحوظاً في دول مجلس التعاون الخليجي والصين على مدى السنوات ال 30 الماضية، ويسعى المنتجون في دول مجلس التعاون الخليجي للعب دور رئيسي لتمكين الاقتصاد في المستقبل ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية في الصين. وفي نفس الوقت، يهدف منتجو البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي لتطوير قطاع الصناعات التحويلية في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاستدامة في منطقة الخليج العربي». وتابع بالقول: «ينبغي على هذه الأسواق تطوير منتجات جديد ذات قيمة عالية في وقت تزداد فيه المنافسة في الأسواق العالمية. ومن هذا المنطلق، تمثل هذا النوع من الشراكات أهمية كبيرة للمضي قدماً نحو الأمام. وحرصنا على تنظيم ورشة عمل خاصة ضمن الدورة السنوية التاسعة من منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) تستشرف مستقبل اقتصادي في الصين والدور الذي ستلعبه دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العوامل الضرورية لنجاح الشراكة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي من وجهة نظر كافة الأطراف».