دعونا في هذه المرة نخرج من عباءة المنتخبات المشاركة في كأس آسيا 2015، ونغوص في بحار المدربين. دعونا نطرح السؤال الصعب والمهم، لماذا لا نثق في المدرب الوطني؟ أو بالأحرى ما الأسباب التي جعلتنا لا نثق في المدرب الوطني؟ لا شك أن السؤال السابق يحتاج إلى إجابة شافية ووافية من المتخصصين وأصحاب الخبرة، لاسيما وأننا نعيش فترة اختبارات وأكاد أجزم أن معظم طلابنا يضحي بوقته لمتابعة مباريات المنتخب، في الوقت الذي هم في أمس الحاجة لكل دقيقة بل لكل ثانية من أجل المراجعة النهائية قبل اختبارات منتصف العام الدراسي، لكن المنتخب السعودي يعيش مرحلة أصعب من المرحلة التي يعيشها أبناؤنا الطلاب الأعزاء. نعود لصلب الموضوع.. لماذا لا نثق بالمدرب الوطني؟، هل لأن زامر الحي لا يطرب كما يقول المثل الشهير، أم أننا أصبحنا نعاني من عقدة «الخواجة» أقصد المدرب الأجنبي، فاذا رفعنا أعيننا لننظر على مرمى البصر منا سنجد أن دول الخليج خطت خطوات كبيرة في الاستعانة بالمدرب الوطني وليس هناك مثل نسوقه لنؤكد به الكلام أفضل من المدرب الاماراتي مهدي علي الذي حقق نجاحات كبيرة مع المنتخب الاماراتي، آخرها الفوز الكبير الذي حققه على نظيره القطري في مستهل مشوار الفريقين الخليجيين بكأس آسيا 2015، وبغض النظر عن نتيجة مباراة البارحة فمهدي علي حقق نجاحا منقطع النظير مع الأبيض الاماراتي ويعتبر مهندس النهضة الكروية الاماراتية في العهد الحديث بعدما وجد المناخ الملائم والأدوات التي تمكنه من تحقيق النجاح، من خلال تخطيط بعيد المدى قام به الاتحاد الاماراتي للعبة لاستعادة توهج الكرة الاماراتية بعدما مرت بفترة من الترنح. الثقة التي بات يتمتع بها مهدي علي لدى الشارع الرياضي الاماراتي سواء عند النقاد والمتابعين أو حتى الجماهير، أصبحت تؤهله للاستمرار أكبر فترة ممكنة في تدريب الأبيض، فالمدرب لم يرفع سقف الطموحات ولم يعد الاماراتيين بما لا يقدر على تحقيقه، حيث تعامل مع كأس آسيا بواقعية، وأكد أن هدفه من العرس الآسيوي هو المربع الذهبي فقط، كما أنه ينظر لمونديال روسيا 2018 بعين الاعتبار، حيث يعد الهدف الأكبر الذي يسعى لتحقيقه مع منتخب بلاده. مهدي علي لم يكن الاسم الخليجي الوحيد الذي حقق نجاحات تدريبية فالشواهد كثيرة، فما هو إلا مثال بسيط على نجاح المدرب الخليجي اذا اتيحت له الفرصة، والوقت الكافي الذي يعد من أهم العوامل المساعدة على النجاح، لأن معظم مدربينا الوطنيين لا نجدهم ولا نعرفهم إلا وقت الطوارئ فقط، ويجب أن نعترف أيضاً انه ليس كل اسم خليجي يستطيع العمل في المنتخبات وتحقيق النجاح. البحرين هي الأخرى أصرت على بقاء المدرب الوطني مرجان عيد على رأس الإدارة الفنية للأحمر بعدما وجد نفسه مدرباً لمنتخب بلاده بشكل مفاجئ بعد اقالة العراقي عدنان حمد عقب المباراة الأولى في خليجي 22 بالرياض، لينصلح حال الأحمر رويداً رويدا ويحقق نتائج ايجابية في المباريات الودية، وظهر بشكل قوي أمام ايران في مباراته الأولى بآسيا بغض النظر عن الهزيمة. الأخضر هو الآخر حقق معظم نجاحاته بأياد سعودية ومع مدربين وطنيين، حيث فاز بكأس آسيا عام 1984 بسنغافورة إبان حقبة المدرب الوطني خليل الزياني والتأهل لأولمبياد لوس انجلوس بعدها مع شيخ المدربين الوطنيين. أيضاً التأهل لكأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان كان تحت قيادة وطنية مع المدرب الوطني ناصر الجوهر، فالنماذج كثيرة، لكن علينا فقط أن نمنحها الفرصة والثقة لكي نلحق بالركب.