أصدرت مكتبة الأسكندرية طبعة جديدة من كتاب "تجديد الفكر الديني في الإسلام" للشاعر والمفكر الإسلامي الكبير محمد إقبال، وذلك في إطار مشروع ((إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشرين الميلاديين)). المشروع -الذي تنفذه مكتبة الأسكندرية- نبعت فكرته "من الرؤية التي تتبناها المكتبة بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة؛ تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري"، وذلك كما يوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين في تقديمه لسلسلة إصدارات المشروع، ويضيف سراج الدين "لقد وجدنا أن من أوجب مهماتنا ومن أولى مسؤولياتنا في مكتبة الإسكندرية أن نسهم في توعية الأجيال الجديدة من الشباب في مصر، وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية، وغيرهم من الشباب المسلم في البلاد غير الإسلامية بالعطاء الحضاري للعلماء المسلمين في العصر الحديث، خلال القرنين المشار إليهما على وجه التحديد". يُعد كتاب "تجديد الفكر الديني في الإسلام" من أهم الكتب التي تهتم بإيقاظ المسلمين من غفوتهم، وتنبيههم إلى عمق دينهم وعظمة حضارتهم. حيث يطرح إقبال في كتابه الثوابت الإسلامية مقارنة بمتغيرات العصر من فلسفات غربية ونظريات شرقية. كما يشتمل الكتاب على سبع محاضرات هامة وقيمة ألقاها إقبال بين عامي 1928-1930م. وكان المفكر الإسلامي محمد إقبال يلتزم في خطابه بوسطية الإسلام التي تنأى عن الإفراط والتفريط، فقد سعى إلى إحياء القيم الإسلامية عن طريق نقد الموروث واقتباس ما ينفع المسلمين من الحضارة الغربية، بالقدر الذي لا يتعارض مع ثوابتنا ومعتقداتنا. يُذكر أن الكتاب من ترجمة الدكتور محمد يوسف عدس، وتقديم الدكتورة الشيماء الدمرداش العقالي، الباحثة في الشئون الإسلامية، تقول الدكتورة الشيماء في تقديمها للكتاب "يحتاج الحديث عن الدكتور محمد إقبال إلى اختصاصيين في اللغات الأردية والفارسية والإنجليزية، وفي الفلسفة والشعر والسياسة والعقيدة، ليتمكنوا من الإحاطة بجوانب عبقريته، حيث إن إقبال من الشخصيات التي لاقت اهتماماً عظيماً، وكُتب عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث، ليس على صعيد العالم الإسلامي فحسب، بل في شتى أروقة الثقافة العالمية".