أعلن المتحدث باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الحديث عن الإرهاب في بنغازي بات من الماضي. وقال المسماري: إنه لا يوجد للإرهاب تمركزات ببنغازي، مستغلين بعض المنازل للتمترس في حي الصابري والليثي، واصفاً وضعهم بالانتحاري. وأوضح أن قوات الجيش سيطرت، الأحد، على حي الصابري وسوق الحوت، إضافة للسيطرة على الميناء الذي يعد المتنفس الوحيد للإرهابيين. واعتبر ل"العربية.نت" أن تركيز الجيش بالدرجة الأولى على بنغازي قبل غيرها لأهميتها الاستراتيجية والتاريخية، مشيراً إلى أن الحرب في الجنوب ألبسها الإعلام الموالي للميليشيات لباس الحرب القبلية رغم أنها حرب ضد الإرهاب. وقال: إن بؤر الإرهاب موجودة بدرنة وبنغازي شرق البلاد وفي مصراتة وسرت في الوسط، وفي طرابلس وصبراتة، مضيفا أن الجيش لن يعطي فرصة للإرهابيين بتنظيم صفوفهم، وسيستمر في ضرب معاقلهم. وعن التطورات في منطقة الهلال النفطي، أكد المسماري أن الجيش يسيطر على المنطقة. من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية من غرفة عمليات الجيش بالمنطقة الغربية: إن مواجهات تمت، مساء الأحد، بمنطقة العزيزية المتاخمة لجنوب العاصمة وحول منطقة ورشفانة تكبدت خلالها الميليشيات خسائر كبيرة. وقالت المصادر: إن معلومات مؤكدة تشير إلى أن الميليشيات تنقل منصات صواريخ إلى منطقتي الجميل وزلطن القريبتين لقاعدة الوطية الجوية بأقصى غرب البلاد بغرض قصفها. وأضافت المصادر، أن أسلحة متطورة وصلت للجيش بغرب البلاد، مرجحاً استئناف القتال قريباً بعد اعتدال حالة الطقس. وكان الطيران الحربي التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر قصف، الأحد، مطار مصراتة الدولي. ويُعتبر مطار مصراتة من أهمّ المطارات التي تُسيَّرُ منها رحلات في المنطقة الغربية، لا سيما بعد إغلاق مطار طرابلس الدولي. ويأتي ضرب مصراتة بعد انقضاء مهلة 72 ساعة أعطاها سلاح الجو الموالي لحفتر لقوات فجر ليبيا للانسحاب من منطقة الهلال النفطي، مهدداً بشن غارات على مصراتة في حال عدم الاستجابة. وقال مدير مديرية أمن مصراتة صالح إسميو: إن غارتين جويتين استهدفتا مطار المدينة ومنطقة السوق الحرة. وقال شهود عيان: إن مجمع الحديد والصلب وتمركزاً عسكرياً بمنطقة الخروبة بالمدينة، تعرضا لقصف أيضاً، دون أن يسقط ضحايا أو تقع أضرار جسيمة. ومصراتة هي المقر الرئيسي لأكبر مكونات قوات فجر ليبيا، وهو "درع الوسطى"، كما أن معظم قادة قوات فجر ليبيا وعملية الشروق التي أطلقتها مؤخراً للسيطرة على موانئ وحقول نفطية هي من المدينة ذاتها. من جهتها، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إن الحرائق الناجمة عن المعارك في ميناء السدرة النفطي دمرت ثمانمائة ألف برميل من النفط الخام، وقد تكون الخسائر أكبر إذا امتدت إلى بقية الخزانات بعد أن اشتعلت في خمسة. وقد امتدت النيران لتشمل خمسة خزانات نفطية بمرفأ السدرة النفطي "أكبر المرافئ بمنطقة الهلال النفطي" بعد امتداد النار إلى خزانين إضافيين من ثلاثة خزانات اشتعلت جراء قذيفة صاروخية، الأربعاء الماضي. ويضم ميناء السدرة 19 خزاناً، وفق مسؤول تقني بشركة الواحة للنفط التي تدير المرفأ، وسعته التخزينية تقدر ب6.2 ملايين برميل مملوءة بالكامل، سعة كل واحد منها أكثر من 326 ألف برميل، وسيؤدي امتداد الحرائق إلى خزانات أخرى إلى خسائر كبيرة.