«لماذا التركيز على إزعاج شركة أفلام سوني؟ لم تتعرض هذا الشركة لأية مشكلة منذ عهد ووكمان». خلال البرنامج التلفزيوني «ليلة السبت» خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي تعليق ساخر استمر 3 دقائق، أظهر الممثل الكوميدي مايك مايرز واحدة من المشاكل الأقل طرحا وعرضها من خلال قرصنة كوريا الشمالية لشركة أفلام سوني: الجهل الواضح بمكانة سوني العالية في طوكيو. بشكل مشابه لوسائل الإعلام اليابانية، يبدو أن مقر شركة سوني يعتبر أن دراما القرصنة في معظمها مشكلة أمريكية، وعندما قامت الصحف المحلية بتغطية القصة، قامت بالتركيز على ذوق هوليوود الرديء في السخرية من قائد كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلا أن التنفيذيين في شركة سوني، بمن فيهم الرئيس التنفيذي كازوا هيراي، بالكاد قدموا تعليقهم على الموضوع. في الحقيقة، أظهر الهجوم وجود نقص مزعج في الاستعداد والحذر الإلكتروني من جانب شركة سوني، وقد أدرك هيراي مبكرا حساسية فيلم «المقابلة»- الفيلم الكوميدي لسيث روجين الذي يبدو أنه قد أثار نظام بيونغ يانغ- حتى أنه ذهب لأبعد من ذلك بطلب إدخال تعديلات على مشهد الاغتيال الذي يشكل قمة الفيلم. لكنه منذ حادثة القرصنة، تضاءل حجم التنسيق العام بين لوس أنجلوس وطوكيو، إن لم يكن قد غاب عن الوجود. أما القرار المثير للجدل بسحب الفيلم من دور العرض قبيل إطلاقه فقد تم اتخاذه من قبل الاستديو وحده. يشير هذا الخلل الداخلي إلى مشكلة أوسع بكثير لدى شركة أفلام سوني، حيث لا يوجد اسم لشركة يمكنه أن يجسد بشكل أفضل صعود اليابان وبروزها بعد الدمار الذي تعرضت إليه خلال الحرب العالمية الثانية. يرى اليابانيون مؤسسي شركة أفلام سوني، ماسارو إيبوكا وآكيو موريتا، بنفس درجة المودة والحب التي يرى بها الأمريكيون كلا من هنري فورد أو ستيف جوبز. جهاز التسجيل المحمول «ووكمان»، الذي سخر منه فيلم مايرز «السيد الشر» يوم السبت، غير وجه العالم وأشعل الصناعات المنزلية من الكتب التي تبشر بالهيمنة القادمة لشركات اليابان. لكن بينما كانت الشركة تتوسع- بشكل جزئي بشرائها البارز لشركة أفلام كولومبيا للإنتاج الفني في عام 1989- إلا أنها فقدت التركيز. على مدى العقدين الماضيين، قام المدراء التنفيذيون مرارا بتأجيل عملية إعادة الهيكلة المؤلمة ورفض التخلص من الأصول ذات الأداء الضعيف. أما الآن فتمتد عمليات شركة سوني من استوديوهات الأفلام والموسيقى إلى لوحات مفاتيح ألعاب الفيديو إلى التأمين على الحياة. قد يعتبر موقف طوكيو تجاه استوديو هوليوود الخاص به اهتماما بالحرية الفنية جديرا بالاحترام، لكنه يعتبر أيضا إقرارا بأن الشركة قد نمت بشكل كبير جدا وأصبحت متباينة جدا حيث ان أية رقابة ذات مغزى قادمة من الأعلى لن يكون لها معنى. حتى قيامه ببيع حصته في شهر أكتوبر، جادل المستثمر النشط دانيل لوب وبشدة بأن قسم الإنتاج الفني التابع لشركة سوني كان ترفا لا تستطيع الشركة تحمل تكاليفه. باعتماده الكبير على أجهزته الخاصة به، حقق قسم الإنتاج الفني أرباحا وأفلاما ناجحة مثل «الرجل العنكبوت»، لكن بالمقابل كان هنالك الكثير من المحاولات الفاشلة أيضا. (من المفارقات، أن أول تعليق يتعلق بفيلم «المقابلة» يقترح أنه أيضا قد لا يلاقي إقبالا على شباك التذاكر). بدلا من الإصغاء لمشورة لوب، ترك هيراي الاستديو يسير على هواه بينما كان يركز على محاولة إعادة إحياء قسم الإلكترونيات الذي كان يحتضر. يمكن الحكم على موقف المدراء التنفيذيين لشركة أفلام سوني حيال لوب من خلال الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني التي تسربت من قبل المتسللين أو القراصنة. كتب كبير الإداريين الماليين لدى شركة أفلام سوني، ديفيد هيندلر: «لنشرب نخب الجميع»، وذلك بعد أن أعلن لوب بيع أسهمه في شركة سوني. أما توم روثمان، رئيس شركة استثمارات ترايستار في سوني، فقد أعرب عن شماتته قائلا: «اجلس على ضفة النهر فترة طويلة كافية، وسوف ترى جثث أعدائك تطفو أمامك». تساعد وسائل الإعلام الهادئة في اليابان في جعل هذا النوع من التهاون أمرا ممكنا، حيث تعامل الصحفيون بشكل يسير مع شركة سوني التي تعتبر رمزا لليابان، تماما مثل ما كانوا مع الشركات اليابانية الأقل شهرة مثل تاكاتا، التي تورطت في فضيحة حول سلامة وأمان الوسائد الهوائية في المركبات. في الولاياتالمتحدة، أبرزت قرصنة شركة سوني حجم التهديد الذي تفرضه كوريا الشمالية، التي تقوم برفع مستوى قدراتها المتعلقة بالحروب الإلكترونية بقوة وبلهفة. مع ذلك، هنالك القليل جدا من النقاش في وسائل الإعلام اليابانية حول مدى تعرض الشركات اليابانية للمزيد من الهجمات، أو ما ينبغي على الحكومة القيام به لمساعدتها في تعزيز دفاعاتها الإلكترونية، حتى أنه من غير الواضح نوعية النظام البيروقراطي الذي ينبغي أن تندرج تحته. الأمر المثير للمفارقة هو أن سوني، في إنتاجها لفيلم «المقابلة» قامت بشيء يجدر بها أن تقوم به أكثر من قبل، وهو اتخاذ المخاطر. لكن الشيء الجريء الذي يجدر بالتنفيذيين في سوني أن يفكروا به، هو إعادة التفكير من الأساس في شركتهم.