ذكر مسؤولون السبت، أن القوات الباكستانية قتلت 39 متشدداً في اشتباكات وغارات جوية، في إطار حملة عسكرية موسعة تشنها عقب المذبحة التي وقعت في إحدى المدارس في مدينة بيشاور، الشهر الجاري. وذكر بيان للجيش أن 16 على الأقل من حركة طالبان قتلوا في اشتباكات منفصلة في نقطتي تفتيش في منطقة أوراكزاي القبلية، صباح السبت. وأضاف البيان، أن ثلاثة جنود أصيبوا بجراح. وقصفت طائرات مقاتلة مخابئ للمتشددين في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية، الليلة قبل الماضية، مما أسفر عن مقتل 23 من المقاتلين المتشددين وتدمير مستودع للذخيرة تحت الأرض، بحسب البيان. ووسعت القوات الباكستانية حملتها التي بدأتها في منتصف يونيو الماضي، بعد أن قتلت عناصر طالبان 136 طفلاً في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد في 16 ديسمبر. ويسيطر المتشددون بشكل جزئي على منطقتي أوراكزاي ووزيرستان الشمالية. وفي العاصمة إسلام آباد، ذكر رئيس الوزراء نواز شريف الجمعة، أن حكومته ستوسع الهجوم ليشمل المدن لاستهداف المتطرفين أيضاً المتورطين في أعمال عنف طائفية وأنشطة متطرفة. وفي سياق متصل أعلنت سلطات بيشاور، الجمعة، أن قوات الأمن قتلت أحد قادة حركة طالبان باكستان ساهم في تنظيم الهجوم على مدرسة بيشاور. وأضافت المصادر نفسها، أن هذا القيادي في طالبان معروف باسم صدام، وقتل مساء الخميس، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في منطقة خيبر القبلية القريبة من مدينة بيشاور، حيث وقعت المجزرة. وقال رئيس الإدارة المحلية، شهاب علي شاه، في مؤتمر صحافي في بيشاور: إن "القائد صدام كان إرهابياً يخشى بأسه في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في مدينة جمرود في منطقة خيبر القبلية". وأضاف، أن "ستة من شركائه جرحوا وأوقفوا"، ويجري استجوابهم من قبل الشرطة. ويشتبه بأن "صدام" شارك في الهجوم على المدرسة مع أن حجم تورطه غير واضح. وقال المسؤول نفسه: إن "صدام" كان قائداً مهماً لحركة طالبان باكستان ويقف وراء عدة تفجيرات. وأضاف، أن "صدام" وشركاءه متورطون في عدة هجمات استهدفت مؤخراً قوات الأمن وسببت أضراراً جسيمة. وفي العاصمة إسلام آباد، ذكر رئيس الوزراء نواز شريف، الجمعة، أن حكومته ستوسع الهجوم ليشمل المدن لاستهداف الجهاديين أيضاً المتورطين في أعمال عنف طائفية وأنشطة متطرفة. وأصدرت محكمة أيضاً أوامر اعتقال بحق رجل دين متشدد في المسجد الأحمر في إسلام آباد، بعد أن حاول تبرير هجوم لطالبان على المدرسة الواقعة في مدينة بيشاور. واتهم عبد العزيز غازي، إمام المسجد الأحمر الشهير، بتهديد المتظاهرين خارج المسجد. واستنكر غازي مذكرة اعتقاله. وعبر عن ثقته في أنه سيفرج عنه بكفالة. ويقول المتظاهرون: إن غازي هددهم بسبب تظاهرهم أمام المسجد احتجاجاً على رفضه إدانة الهجوم الذي شنته حركة طالبان في وقت سابق من هذا الشهر على مدرسة يديرها الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور. واعتبر غازي الاتهامات القضائية ضده غير ذات جدوى. وقال: إنه يجب على السلطات أن تركز على القبض على الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم أكثر خطورة. وأضاف: "قضيتي صغيرة جداً، حتى إن أي مفتش صغير يمكنه أن يطلق سراحي بكفالة". وقال متحدث باسم المسجد الأحمر: إن المسجد سوف يقاوم القبض على إمامه. وكان نشطاء المجتمع المدني قد قدموا شكوى ضد غازي، يقولون فيها: إنهم تلقوا تهديدات من جانب موظفي المسجد خلال مظاهرة احتجاج على رفض الداعية استنكار مذبحة مدرسة بيشاور. ويجري التحقيق أيضاً مع المتظاهرين لتنظيمهم مظاهرة غير قانونية. وكانت الحكومة الباكستانية قد أعلنت منذ أيام إجراءات جديدة لمواجهة "الإرهاب" تشمل إنشاء محاكم عسكرية لنظر قضايا متعلقة به.