شهد نادي الاتفاق في الآونة الأخيرة حضورا شرفيا كبيرا، لم يحدث منذ سنوات طويلة مضت، حيث لم يسبق للاتفاقيين أن اتفقوا من قبل مثلما كان عليه حالهم قبل ذلك، لا سيما في ظل حرص الجميع على ألا يخذل الكيان الذي جمعهم عشقه، واتفقوا عليه حتى وإن اختلفت الآراء في بعض الأحيان. هذه المصالحة الشرفية، أصابت البعض في مقتل، خصوصا أولئك المحبطين والمتشائمين والمتربصين لأي حدث، حتى يصطادوا في المياه العكرة. هذا التقارب والوفاق الاتفاقي، جعلهم يرتعشون؛ خوفا من المستقبل وخوفا من مصالحهم الشخصية، التي دأبوا على السعي خلفها، ولكن مهمتهم فشلت رغم أنها نجحت في البداية، بعد أن شحنوا بعض الجماهير بذلك، ألا أنه في الأخير «لا يصح إلا الصحيح..!!». الاتفاقيون تناسوا خلافاتهم، وقدموا التنازلات؛ من أجل رفع شأن ناديهم، الذي ظل فترة ليست قصيرة يئن تحت وطأة الخلافات، ورضخوا للغة العقل، لا سيما بعد ان تحركت الجماهير -عبر بيان أصدروه مؤخرا- من أجل إعادة الأمور إلى نصابها. الاتفاقيون فضلوا خيار المصالحة قبل اتساع رقعة الخلافات، وقبل أن يصبح الشق أكبر من الرقعة، لا سيما أن الانتخابات باتت وشيكة، وأن العواقب من الممكن أن تكون وخيمة، وستنعكس سلباً على الجميع، وبالشكل الذي لا يتقبله أحد. تحرك أعضاء الشرف والإدارة الاتفاقية في اتجاه المصالحة، جاء حرصاً على تحقيق مصلحة فارس الدهناء، ومن منطلق المسئولية لعودة الفريق إلى مكانته الطبيعية، ومن خلال متابعة وضع الفريق في دوري الدرجة الأولى، خصوصاً أنه كانت هناك حالة من الاحباط على الفريق، انعكست على النتائج في بعض الأوقات، رغم أن هناك حرصا على عودة الفريق، إلا أن أهم عامل من العوامل المعنوية لم يتوافر، وأهمها: عدم توافر الأجواء الصحية داخل النادي ما شتت أذهان اللاعبين وأفقدهم تركيزهم. الجمهور الاتفاقي أكد للجميع أن الحل يبقى بيده، بعدما صبر كثيراً على حالة ناديه، لا سيما أن الخلافات في الفترة الماضية لم ينجح أحد في حلها، بما فيها وسائل الإعلام، وجاء دور الجميع فيها سلبياً. وما هو مؤكد، أن الجمهور بدأ التحركات وللمرة الأولى يصدر بيانا يعتزم فيه تصحيح اتجاه البوصلة الاتفاقية، من خلال قيادة حملة لوضع الأطراف المعنية من إدارة وأعضاء شرف في خانة المصالحة؛ من أجل ناديهم. الأمر الآن أصبح بيد اللاعبين، الذي عليهم أن يعملوا أكثر، ويجتهدوا، وأن يقدموا كل شيء لفريقهم؛ حتى يعود إلى مكانه الطبيعي.