الكثير من الأزواج يدفعوننا للشفقة بشدة على عقلياتهم المتشبثة، بمبادئ وقناعات ترابية، بعقل متصحر، لا ماء يروى ولا نبتة ترى، عاقدا فكره في رأسه، وبيده عصاة المتحدثة الرسمية له لحالات التوجيه الصارمة، وكأنه يقود إحدى البهائم لا بشر يشاركونه الحياة. تشبيه واقعي لأزواج أقرب ما يكونون للهمجية في تعاملهم مع المرأة، فيفرضون عليها ضمن ما يفرضون حظر التجول، فيراقبها بجوالها، يرصد تحركاتها، وعليها ألا تذهب لأي مكان أو تتحرك من غرفة إلى غرفة في البيت إلا بأمره. لا تنطق بكلمة عندما تريد شراء ما تحتاج إلا بوجوده، وإن أرادت شيئا فيكفيها فقط بإشارات البكم أمام البائع. قد يتوارد للذهن بأنها غيرة أو تطبيق لمبادئ ما أو ما شابه، ولكنها ليست بقرب الظنون، بل شكوك وحذر. ورغم ما يمتلك البعض من حظ عندما يرتبطون بزوجات ملكن جمال الشكل، ورقة الملمس وعذوبة المنطق، ولكنهم بما يقومون به يحرمون أنفسهم من متعة الحلال، ويتجاهلون أو يتناسون نعمة حرم غيرهم منها، فيالهم من مساكين يعتقدون بأن هذا الأسلوب يجعل الزوجة مروضة تنحني خوفا منه، ويعتقد عندما لا يسمعها حروف الحب التي تحب والتي هي من حقها، ولا يعطيها إحساس الأنوثة التي تريد، تصبح راضخة فلا يصيبها الغرور يوما عليه. أقول لهؤلاء: يا من تغط بسبات المتذاكي، عندما تصل المرأة لحد استشعارك لها بأنها مجرد كائن بلا وجود فاعل وحقيقي؛ ستتركك وستجد رجلا غيرك يعطيها ما بخلت أنت به، ليعيدها أجمل سندريلا. لن تكون ملكك.. وإنما ملك زوج غيرك يقدر إحساسها الأنثوي ومشاعرها النبيلة. ما طرحته ليس دعوة للشكوك، ولكن لتشغيل العقول، والاستيقاظ، فرجاء أيها الزوج لا تتجاوز حدود الآدمية مع شريكتك، ولا تكن المجاديف كلها بيدك، اترك لها أن تشارك وتساعد وتساهم، وسترى ما عميت عنه باستبداديتك يوما، وليكون الطريق أسهل لبناء مستقبل زاهر بالأمل وأسرة سعيدة مترابطة.