ابن المقرب هو ذلك القامة العالية واللسان الناطق عن الدولة العيونية، التي حكمت الأحساء وتوابعها في القرن العاشر الهجري، وهو شاعر فصيح قوي اللغة واضح الأسلوب، حتى أن شعره أصبح مرجعاً عن تاريخ الدولة العيونية، التي ينتمي إليها ذلك الشاعر المهيب. واعترافا بالفضل والسعي لتخليد العمالقة، ومنهم ابن المقرب العيوني، سعى مجموعة من شبابنا الحامل لهموم الثقافة والأدب شعرا ونثراً، وشخصيات لها في التاريخ الأدبي قدم وقدم، ولذلك تداعى أولئك النفر من الشباب إلى تكوين منتدى يحمل اسم ابن مقرب العيوني، وإسناد رئاسته إلى الشاعر زكي السالم الذي صدر له ديوان شعر جميل قبل حوالي 30عاماً، يحمل عنوان «مرفا الأماني». وفي عصر يوم الثلاثاء الموافق 24 صفر، اتصل بي الشاعر زكي السالم، وقدم لي تحياته وتحايا بعض زملائه الذين يرغبون الحضور إلى مجلس (يوم الثلاثاء)، ومقابلتي، ويسألني إن كان لدي استعداد لهذه المقابلة، فقلت له: إن مجلسي مفتوح كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع من بعد صلاة العشاء إلى الساعة التاسعة والنصف، قل لهم يتفضلون فأنا والاخوان معا في استقبالهم في أي وقت، فقال: إنهم قادمون هذا المساء، فرحبت بهم، لكن مع الأسف عدم معرفتهم للمنزل ضيعت أكثر الوقت الذي كنا نعده لهذه المقابلة، لكنهم وصلوا متأخرين وأن تصل متاخراً خير من ألا تصل. وقد حضروا مساء الثلاثاء الموافق 24 صفر 1436ه، وفي مقدمتهم الأديب الشاعر رئيس المنتدى زكي السالم، ومن أعضاء الملتقى: هاشم الشخص، وعلي البحراني، وباسم العيتان، واحمد اللويم، وعبدالحميد الرمضان، وعلي عبدالمجيد النمر، وطالب التريكي، لقد شرف منزلي بحضورهم والتقائهم برواد المجلس الأسبوعي، الذين لقوا منهم كل ترحيب، لكن مع الأسف فترة اللقاء كانت قصيرة لم يستطع الحضور أن يتواصلوا في الحديث عن الشاعر الكبير ابن مقرب العيوني، ونأمل من الله أن يعوضنا وقتا أطول؛ للحديث حول هذا الموضوع الشيق الرائع الراقي. ولا شك أن وجود مثل هذا المنتدى في المدن والقرى؛ يذكي جذوه الحركة الأدبية ويزيد الموجود ويظهر المحبة، ويكون الناس على علم بما يستوجب أوجه الخير، وينتشر عبقه ليكون اضاءات متواصلة، ويغذي دروب المؤرخين والباحثين عن الحقيقة.