اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما ان المجموعة التي تنفذ حركة "احتلوا وول ستريت" تعبر عن إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي، داعياً المصارف الى عدم البحث عن سبل لجعل المستهلكين يدفعون ثمن الإصلاحات. وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده الخميس ان من نزلوا إلى الشارع في تحرك "احتلوا وول ستريت" غاضبون من "بعض الأشخاص الذي تصرفوا "بطريقة غير مسؤولة" خلال الأزمة المالية ويحاولون الآن الوقوف في وجه تغييرات ترمي إلى تفادي أزمة جديدة. وسئل عن سبب عدم سجن من تصرفوا بطريقة غير مسؤولة في وول ستريت فأجاب انهم لم يقوموا بأي شيء غير قانوني حينها بل ما قاموا به كان "غير أخلاقي ومتهورا" ، وشدد على ان في أميركا قطاعا ماليا قويا وفعالا لا بد من رعايته. من جهة أخرى، دعا الرئيس الأميركي المصارف إلى عدم البحث عن طرق لجعل المستهلكين يدفعون ثمن الإصلاحات مثل ابتداع نفقات مخبأة.ورأى ان دور الحكومة هو تفادي أية ممارسات غير عادلة. وكان أوباما دعا الكونغرس إلى تمرير خطته لاستحداث الوظائف بسرعة بغية حماية الاقتصاد الأميركي من "تراجع جديد" في حال ازدادت الأزمة المالية الأوروبية سوءاً ، وقال إن "اقتصادنا بحاجة الآن فعلاً إلى صدمة". وأضاف "لا شك أن الاقتصاد (الأميركي) أضعف الآن مما كان عليه في بداية السنة"، واصفاً خطة خلق الوظائف التي تقدم بها بأنها "سياسة ضمان ضد الانزلاق في الركود". اتهم باكستان بالاتصال بشخصيات «مريبة» و علق على «تحايل» الصين وأشار إلى أن عوامل عدة تساهم في بطء النمو الاقتصادي وتراجع ثقة المستهلك وأبرزها تسونامي اليابان وثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط، وأزمة الدين في أوروبا والمعركة "غير الضرورية بالكامل" في الكونغرس حول سقف الدين. وشدد على أن "المشاكل التي تعاني منها أوروبا حالياً يمكن أن تترك تأثيراً حقيقياً جداً على اقتصادنا في وقت هو هش أساساً". وفي موضوع مستقل ، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الولاياتالمتحدة لن تشعر بالارتياح تجاه علاقة استراتيجية بعيدة المدى مع باكستان إذا رأت ان اسلام اباد لا تأخذ في الاعتبار المصالح الأمريكية. وتابع أوباما في المؤتمر ان الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بمساعدة باكستان في مواجهة مشاكلها على الرغم من بواعث القلق تجاه علاقات بعض أفراد المخابرات الباكستانية بالجماعات المتطرفة. وقال أوباما "لكن ما من شك في أننا لن نشعر بالارتياح تجاه علاقة استراتيجية بعيدة المدى مع باكستان إذا لم نر انهم مدركون أيضا لمصالحنا." وأكد الرئيس الاميركي ان هناك "بعض الاتصالات" بين مجموعات متطرفة واجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال اوباما "اعتقد انهم (الباكستانيون) يحمون ظهورهم تحسبا لما يمكن ان تصبح عليه افغانستان، وذلك يعني خصوصا ان لديهم اتصالات مع بعض الشخصيات المثيرة للريبة التي يعتقدون انها يمكن ان تستعيد السيطرة على افغانستان بعد رحيل قوات التحالف". كما اتهم الرئيس الامريكي باراك اوباما الصين "بالتحايل على قواعد" التجارة الدولية بابقاء عملتها ضعيفة . هذا وتظاهر آلاف المعارضين لوول ستريت مدعومين للمرة الاولى من النقابات في قلب حي المال في نيويورك في تصعيد لحركتهم الاحتجاجية المستمرة منذ اسبوعين في المدينة.وتظاهر خمسة آلاف شخص على الاقل انضمت اليهم بشكل متواصل تعزيزات في ساحة فولي سكوير في مانهاتن الحي الذي يضم محاكم المدينة ومباني الحكومة. وبعد تجمعهم سار المتظاهرون باتجاه وول ستريت. وقدر مسؤولون في النقابات عدد المتظاهرين بما بين ثمانية آلاف و12 الفا فيما يبدو اكبر تظاهرة لهذه الحركة منذ بدئها في 17 سبتمبر.وقال نقابي لوكالة فرانس برس «هذا كثير بالنسبة الى يوم عمل عادي». وفي التظاهرات السابقة التي نظمتها حركة «لنحتل وول ستريت» لم يتجاوز عدد المشاركين 2500 شخص. لكن هذه الحركة لقيت دعما كبيرا السبت عندما اعتقلت الشرطة نحو 700 متظاهر لقطعهم حركة السير فوق جسر بروكلين. وفي اجواء احتفالية، هتف المتظاهرون «لنضع حدا للحروب» و»افرضوا ضرائب على الاغنياء» و»هذه هي الديموقراطية». وتحولت الحركة التي بدأت الشهر الماضي في اعتصام ضد تأثير الشركات وغياب المساواة، الى حشد اكبر وحدث اهم بانضمام كبرى النقابات اليها بما فيها اتحاد عمال قطاع السيارات ونقابة المعلمين وغيرها.