مع كل هزة أو إخفاق يتعرض لها الهلال طوال تاريخه كنا نردد أن الزعيم قد يمرض ويتقهقر لكنه حتما لا يموت، وبالفعل سرعان ما ينهض من كبوته ويتعافى من جراحه ويعود أسدا هصورا وبطلا جسورا، والفضل - بعد الله تعالى - في ذلك كله لأبنائه المخلصين الذين كانوا يقدمون مصلحة الكيان فوق كل اعتبار . اليوم وبعد أن اختطف الهلال من أبنائه ومحبيه وجماهيره العاشقة حتى الثمالة وبات غريبا عليهم، يبدو أن أمد مرضه سيمتد حتى يأذن الله بأمر كان مفعولا ، وأمر وهنه واعتلاله سيزداد ، وبعده عن منصات التتويج سيطول أكثر وأكثر . الكل يسأل والغالبية العظمى تستفسر عن حالة الهوان والضعف التي تعتري الركن الثابت من أركان الكرة السعودية وزعيمها، والحقيقة التي لا تقبل جدالا على الإطلاق ويعيها جيدا كل أبناء الكيان بلا استثناء، أن الهلال تم اختطافه عنوة بفعل فاعل، جردوه من هويته، وسلخوا جلده مع سبق الإصرار والترصد ، وأبعدوا مدرجه الكبير عنه بعد أن كانوا أهم المؤثرين وصناع القرار فيه، وراحوا يتباكون عليه على طريقة "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". الهلال مختطف حقيقة وواقع لا يمكن المناص منها أو الفرار ، ومتى إذا أراد الهلاليون أن يعود فريقهم كما كان، فعليهم أن يضعوا النقاط على الحروف ويسموا الأشياء بمسمياتها الحقيقية بعيدا عن الدخلاء والغرباء الذين فرقوا الصفوف وبثوا الفتنة بين أبناء النادي . عليهم أن يعودوا لماضيهم وما كان عليه أسلافهم بدءا بالمرحوم «بإذن الله» المؤسس عبدالرحمن بن سعيد مرورا بالراحلين الأميرين هذلول بن عبدالعزيز وعبدالله بن سعد - رحمهم الله - الذين رسموا الأسس ووضعوا القواعد وسار عليها الزعيم طوال العقود الماضية . لن يضير الهلال عدم تحقيقه آسيا فهو سيدها وزعيمها حتى الآن، ولن يعيبه بعده عن الدوري فهو كبير بألقابه وانجازاته، لكن ما يؤلم عشاقه ومحبيه وضعه المتردي على صعيد أبنائه الذين توزعوا بين " الكينونيين " من جهة و "الساميين" من جهة أخرى . بل زاد الأمر واستفحل حتى تعدى إلى الشرفيين الذين دخلوا في معترك كانوا في غنى عنه على الإطلاق وانقسموا حول الأشخاص والتصنيفات ليبيت الكيان ويضحى في ذمة الله . يا هلاليون صفوا نفوسكم واجعلوا نواياكم سليمة قبل أن يفوتكم الركب ويتعداكم القطار ، فالحل أولا وثانيا وآخرا بالنوايا الصادقة، غلبوا مصلحة الكيان واجعلوها فوق كل اعتبار ، اتعظوا ممن سبقكم من الأندية الأخرى التي تاهت وضلت طريقها لسنوات طويلة . تعلمون الأسباب والمسببات جيدا، لا تكابروا ولا تتناحروا فتفشلوا، الكيان أمانة في أعناقكم، أبعدوا الدخلاء والوصوليين الذين أوصلوا النادي لهذه الحال المهترئة والمتردية .