أقام معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب التابع لمركز التنمية الأسرية بالأحساء الدورة التدريبية بعنوان (مهارات الأمن الأسري في تعزيز الأمن الفكري)، قدمها المستشار الأسري والباحث في مجال الأمن الفكري محمد العرجاني، وقد بلغ عدد المتدربين (30) فرداً من منسوبي المركز من مستشارين ومصلحين أسريين ورؤساء أقسام نظراً لكون الأسرة البيئة الأولى ودورها الرئيس في تشكيل فكر أفرادها، حيث حرص المعهد أن يحظى بقصب السبق في التدريب على مثل هذه الدورات إسهاما منه في أمانة نشر الفكر السوي بين أفراد المجتمع، ومشاركة في أمن هذا الوطن الغالي. وتحدث العرجاني في ثنايا البرنامج عن أهمية الأمن الفكري الأسري والتي تتمثل في غرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز روح الانتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي الحنيف وتحصين أفكار الناشئة من التيارات الفكرية الضالة والتوجهات المشبوهة وتربية الفرد على التفكير الصحيح القادر على التمييز بين الحق من الباطل والنافع من الضار وإشاعة روح المحبة والتعاون بين الأفراد وإبعادهم عن أسباب الفرقة والاختلاف وترسيخ مبدأ الإحساس بالمسؤولية تجاه أمن الوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته وبين دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري الوقائي والإصلاحي، وأن الوقائي يكمن في التنشئة وتعلم العلم الشرعي واحترام العلماء وحقوق ولاة الأمر والثقافة والتقاليد وتنمية الذات واحترام الأنظمة ثم المتابعة والتصحيح. وأوضح خطوات استغلال الشباب من الفئات الضالة، وهي الاقتراب ثم الانتقاء ثم التأثير ثم المصارحة ثم التجنيد، ولخص أسباب الانحراف الفكري للأبناء في ضعف العلم الشرعي، والغلو في الدين، والاعتماد على فتوى غير علمية، وضعف الثقة في أهل الدين، والقراءة في كتب الفرق المخالفة دون علم، والحماس الديني غير المنضبط، والنظرة الدونية للمجتمع، والتفكك الأسري، والانفتاح الثقافي الفضائي. وأما مظاهر الانحراف الفكري للأبناء، فأوجزها في اتهام الآخرين من غير بينة، وتصنيفهم وتقديس الشخصيات، والغلو في الدين أو التفريط، ونشر الإشاعة، والاستهزاء والسخرية من الرموز، والتخذيل والتخويف واحتقار الآخرين، وتعميم وتضخيم الخطأ، وإقصاء الآخرين، والتركيز على الأخطاء والقصور. وأكد العرجاني على خطوات الإصلاح وهي التهيئة عن طريق التثبت ثم تحديد الانحراف ثم معرفة الأسباب ثم التحضير ثم التوقيت ثم المكان، وبعد التهيئة تأتي خطوة الإصلاح عن طريق استثمار الصحبة الصالحة والاستعانة بالمختصين والتعامل الأبوي والاحتواء والمعالجة والدمج في المجتمع والمتابعة والإبلاغ الرسمي. وصرح مدير معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب الدكتور فيصل الحليبي بأن هذا البرنامج يأتي ضمن منظومة من البرامج التي تنظمها استراتيجية مركز التنمية الأسرية في توجيه الشباب نحو ما ينفعهم وينفع وطنهم ودينهم، ومساعدة الأسرة على الأخذ بهم نحو المنهج الصحيح الذي ينأى بهم عن الأفكار المنحرفة التي تشوّه الدين وتستهدف أمن بلاد المسلمين وخاصةً هذا البلد الكريم.