لن يكون ديربي الأحساء بين هجر والفتح عاديا في ظل موقف الفريقين على خارطة الترتيب- السابع والعاشر- ناهيك عن المستويات المتفاوته للفريقين قبل لقاء الديربي الحالي، والسبب أهمية اللقاء لهما قبل فترة التوقف القادمة وقبل نهاية الدور الأول من دوري جميل والذي من خلال نتيجته سيحدد كل منهما مساره الحقيقي، فالفوز لأي منهما يعادل ست نقاط لأن الفرق بينهما ثلاث نقاط تأتي لمصلحة هجر الذي يحتل المركز السابع ومع كل الاحتمالات والتوقعات فإن ديربي هذا العام سيكون مغايرا سواء في المستوى او الظروف المعنوية، إنه ديربي الوفاق فلماذا ياترى؟ عندما اطلق الفتح حملته الجماهيرية للقاء الديربي تحت مسمى (ديربي يجمعنا ما يفرقنا) رمى كل من ينتمي للناديين قبعاتهم او غترهم من على الرؤوس اعجابا وتأييدا وإكبارا لهذه البادرة الرائعة في خطوة تنبذ التعصب وتجعل من الرياضة مجالا رحبا للحب والتآخي والوفاء بعيدا عن الأنا وإبعادا لكل ما يشوه الصورة الحقيقية لكرة الأحساء ويالها من بادرة!! وعندما استجاب الهجراويون بسرعة ودعموها بقوة اللفظ والعمل وعززوا البادرة بالتأييد واطلاق العبارات الإيجابية والأشعار المعبرة عن تأييد هذه البادرة وأهميتها في مثل هذا الوقت العصيب من الدوري- نعم إنه ديربي الوفاق فأبناء الأحساء لحمة واحدة لاتفرقهم كرة ولا تبعدهم نتائج، فهجر يحمل اسم الأحساء قديما والفتح الباب الحقيقي لحضارتها والتقدم بها نحو المستقبل المجيد، فإن فاز هجر فهو شيخ اندية الأحساء وبه سيرتقي الى ست عشرة نقطة يمضي بها بعيدا عن الفتح بفارق ست نقاط، وإن فاز الفتح فهو النموذجي الذي تسيد كرة الأحساء وارتقى بها الى ساحة البطولات وسيطر على الموقف من أكثر من أربعة مواسم لم يكن لهجر خلالها الغلبة وسيتساوى مع هجر في عدد النقاط (ثلاث عشرة نقطة) ويظل فارق الأهداف بينهما لصالح الفتح ولذا ايا كانت النتيجة لهجر او الفتح سيكون عائدها لصالح كرة الأحساء وأبنائها، فهلا دعمنا الفريقين؟ وتوجهنا صوب الملعب لنبارك للفائز ونشد من عزيمة الخاسر ليعوض في القادم؟ من هنا نتطلع الى ديربي مغاير ديربي مثير مملوء بالمحبة والأخوة قبل المستوى ما يعكس عقلية أبناء الأحساء وتطور كرتهم، والفريقان لديهما المواهب القادرة على تقديم الأفضل وإخراج اللقاء بصورة رائعة وأظن أن بعض اللاعبين سبق لهم ان مثلوا الفريقين أمثال عبدالعزيز بوشقرا وفيصل الجمعان وتوفيق بوحميد وعبدالله بوهميل وغيرهم وحتى المدرب التونسي ناصيف البياوي كان مع الفتح ثم مع هجر وعاد للفتح مرة اخرى فهل نعيش الديربي الحقيقي حبا ومستوى وعطاء، بعيدا عن التعصب والضجر والبكاء والملل يقول شاعر هجر وعضو مجلس ادارته ومشرف المركز الاعلامي به عبدالله محمد الملحم: (أحباب نتقابل ونتفارق أحباب هذي الحسا دايم أحاب أهلها). همسة الختام إلى محبي شيخ أندية الاحساء والنموذجي وإلى أبناء الاحساء قاطبة (الديربي يناديكم لتملأوا جنبات الاستاد وتقفوا مع الفريقين كي يقدموا كرة مميزة، كرة احسائية خاصة بنكهة النخيل وطعم التمر الاصيل ومياه العيون العذبة عيون الحارة والخدود والجوهرية والبحيرية وعين منصور لنعيش ديربي الوفاق والوفاء والسمعة والله من وراء القصد.