في قديم الزمان وقبل دخول الكرة السعودية في نظام الاحتراف كانت ابداعات اللاعب السعودي ظاهرة للعيان على جميع المستويات الاقليمية والقارية حيث كان محل تقدير جميع المتابعين من داخل المملكة وخارجها. كما كان اللاعب السعودي، خاصة المتميزين منهم، محط انظار الرياضيين، ولذلك تمكن العديد من هؤلاء اللاعبين من اللعب خارج المملكة كلاعبين محترفين، اذكر منهم المهاجم الخطير سالم فيروز- اطال الله في عمره- حيث احترف اللاعب في دولة قطر قبل خمسين عاما مع احد الاندية هناك، ايضا من اللاعبين الذين لعبوا كحترفين في خارج المملكة، يوسف البسام لاعب القادسية السابق حيث احترف اللعب في البحرين، وكذلك عادل العنايشة وغيرهم الكثير من نجوم كرة القدم في المملكة. ان ما دعاني الى التحدث عن الاحتراف واللاعبين السابقين الذين كانوا خير من يمثل الكرة السعودية، هو ما وصلت اليه كرتنا ولاعبونا من مستويات متدنية، بعد ان كان اللاعب السعودي يُضرب به المثل في التضحيات- خاصة عندما يمثل منتخبنا الوطني الذي هو الناتج المهم لتطور الكرة السعودية- عندما يمثلنا خارجيا حيث يعكس الصورة الحقيقية لمستوانا الكروي والذي من اجله قدمت الامكانات المادية والفنية من قبل المسؤولين عن الرياضة في المملكة، ولذلك اتمنى من القائمين على الرياضة السعودية- خاصة كرة القدم- العمل على التقييم الحقيقي لكرة القدم في المملكة، ومن ثم الوصول الى الثغرات التي ادت الى تدني المستويات بعيدا عن الانتقاد المتواصل للمدربين الذين اشرفوا على تدريب المنتخب الوطني. لقد مر على تدريب المنتخب مدربون عالميون، شهدت لهم الملاعب العالمية بإنجازاتهم التي كانت مثار اعجاب المتابعين العالميين، الا انهم فشلوا مع منتخبنا. اذن في اعتقادي- واعتقاد ايضا المتابعين لكرتنا السعودية- ان العلة ليست في المدربين، انما العلة في امور اخرى يجب على اتحاد الكرة الخوض فيها، ومعرفة الاسباب الحقيقية لما وصلت اليه الكرة في بلادنا من حالة يرثى لها. في بعض دولنا الخليجية، كانت الكرة لديهم متدنية المستوى قبل سنوات، وكانت هذه المنتخبات محطة استراحة للعديد من المنتخبات القوية، مثل المملكة والكويت، الا ان هذه الدول وبتخطيط مدروس، استطاعت ان تكون الرقم الصعب بين منتخبات الخليج، بل انها تفوقت على منتخبي المملكة والكويت، واستطاعت تحقيق العديد من البطولات التي أهّلتها ان تكون من المنتخبات التي يُحسب لها ألف حساب، بل انها وصلت للعالمية بفضل التخطيط للمستقبل الذي كان مشرّفا لدولهم. لذلك، يتمنى الكثيرون من المتابعين والمهتمين، ان تكون هناك دراسة متأنية يشرف عليها رجال يهمهم مصلحة الكرة السعودية.