على خلاف الصفقات التي تنقل لاعباً من ناد كبير إلى آخر مثله وتثير الجدل حول هذا الانتقال ومبرراته، جاءت صفقة انتقال الدولي سعود كريري من الاتحاد إلى الهلال لتثير جدلاً من نوع خاص، يتعلق بارتفاع قيمتها المالية التي وصلت إلى 19.5 مليون ريال، قياساً بسن اللاعب الذي تخطى ال33 من عمره. ومنح سوق الانتقالات العالمية لكريري قيمة سوقية لا تتعدى ال300 ألف يورو (1.5 مليون ريال) فقط، وهو ما دفع للحديث عن المبالغة بقيمة الصفقة. ويؤكد لاعب الاتحاد السابق صالح الصقري أن السن ليست لها علاقة بتقرير مصير أي لاعب وبانتقاله، خصوصاً أن لاعباً مثل سعود كريري ما يزال يقدم عطاءات كبيرة في النادي والمنتخب ويمتاز بمستواه الثابت. ويوضح الصقري أن الأندية الأوروبية تستمر في تعاقداتها مع لاعبين كبار في السن بصورة كبيرة ولا تلتفت لهذا العامل بشكل سلبي، على عكس ما يحدث في المملكة، حيث لا يؤخذ مفهوم الاحتراف بالطريقة السليمة، ويقول "من الصعب مناقشة بعض المنتمين لكرتنا في مثل هذا الأمر، لأن العاطفة تتحكم في الرأي وتحدد السن بدلاً من الحديث بعقلانية والاستناد إلى مبدأ الاحتراف الحقيقي". ويضيف "نجد هنا أن اللاعب يتجاوز سن العشرين وهو لم يحترف بعد وعندما يصل إلى 28 سنة يتعرض لحرب شعواء من النادي والإعلام، خصوصاً إذا هبط مستواه لظرف ما في بعض المباريات، ويوضع على دكة البدلاء في محاولة للتطفيش كي يتنازل عن عقده، وسن ال23 للاحتراف تعد متأخرة للاعب كرة القدم، حيث لا يتسنى له تقديم الكثير بين ال23 وال28 عاماً، وبالتالي فالأمر يستدعي تصحيح مفهوم الاحتراف في المملكة". وختم "بغض النظر عن المبلغ الذي تم التعاقد به مع كريري، فإنه يقدم مستويات جيدة وثابتة، وتفوق ما يقدمه اللاعبون الأصغر سناً منه، وفي رأيي فإن انتقاله صفقة ناجحة، لأن كريري مكسب للهلال كما كان مكسباً للاتحاد قبله". من جانبه، أكد الناقد الفني عادل البطي على نجاح الصفقة لحاجة الهلال للاعب بمواصفات كريري الفنية، خصوصاً أن الفريق يفتقد للاعب محور منذ سنوات طويلة. وقال "من الناحية الفنية أرى أن انضباطية كريري لسنوات مضت خارج الملعب تنعكس على عطاءاته داخل الملعب، حيث ما زال يقدم مستويات ممتازة، أما من جهة الهلال فإن الفريق الأول يحتاج للاعب في مثل هذا المركز، وكريري يتمتع بميزات لاعب المحور الرائع الذي يتطلبه الهلال منذ وقت قديم وهو بحاجة ماسة إليه".