من إبداع الخالق سبحانه في خلق البشر، أن جعل ضمن أجسادهم أجهزة مناعية، تتكون من عدد من الخلايا والأعضاء الدفاعية المعقدة العمل والوظيفة، والتي تجعل منهم مخلوقات قادرة على التعايش مع البيئة المحيطة بما فيها من ميكروبات وطفيليات، وتلك الأخيرة يمكنها أن تسبب الكثير من المشاكل والأمراض في حال نقصت مناعة الجسم لأي سبب، كما يحمي هذا الجهاز الإنسان من أنواع كثيرة من الأورام الخبيثة. يمكن أن يحدث نقص المناعة نتيجة لأسباب مختلفة منها: الأمراض الوراثية، أو المكتسبة كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، أو بعض أنواع الأورام، وكذلك تضعف بعض أنواع الأدوية من مناعة الجسد. يصادف الأول من ديسمبر لكل عام اليوم العالمي للإيدز، وهو المرض الذي يسببه فيروس نقص المناعة البشري، والذي يهاجم تحديدا الجهاز المناعي فيدمره تدريجيا، ويجعله غير قادر على المقاومة، ويصبح المصاب عرضة لأنواع خطيرة من الالتهابات والأورام. وتستهدف الأنشطة في مثل هذا اليوم، زيادة الوعي بهذه العدوى، والتعاون بين الجهات المسؤولة؛ للتصدي له والحد منه، وقد كنت ضمن الحضور في إحدى هذه الفعاليات المحلية والمدرجة في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، والتي ناقشت آخر الإحصائيات، وكذلك وضعت الأسس والركائز لسبل العلاج الموحدة والمتفق عليها، وأيضا شددت على ضرورة رفع مستوى الوعي، وبالتالي الوقاية. إن تفادي هذا المرض -بإذن الله- هو الأيسر، فأكثر طرق الانتقال شيوعا في العالم هي مما حرمه الشرع من العلاقات أو الإدمان؛ نتيجة استخدام الأدوات الملوثة، فما نهى الدين عن أمر إلا لخبثه، وينتقل الفيروس بنسبة ضئيلة جدا بسبب نقل الدم. ولا ينتقل الفيروس عادة من خلال سبل الاتصال اليومي العادي مع الآخرين، من المصافحة، والجلوس، وتناول الطعام معهم، كما أنه لا ينتقل عن طريق السعال أو العطاس. وبناء عليه، لا يشكل المصاب خطرا على من حوله في المجتمع عند اختلاطه معهم بالأنماط المذكورة آنفاً. إن الالتزام بالسلوكيات الآمنة، هو أساس السلامة من العدوى، كما ينبغي لمن تعرض لأحد عوامل الخطورة إجراء فحص الدم خلال فترة من 6-12 أسبوعا، علما بأن العلاج المتوفر لهذا المرض لا يخلص الجسم من الفيروس ولكنه يؤخر تفاقم المرض وظهور المضاعفات.. فاحذر تسلم.