الأطفال في الإسلام هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهم بهجة النفوس وقرَّة الأعين، إنهم براعمُ لم تُزهِر، وزهورٌ لم تُثمِر؛ هم ثمراتُ القلوب، وقِطع الأكباد، أطفالنا هم مستقبلٌ مرهونٌ بحاضرنا، وحياةٌ تتشكَّل بتربيتنا وتُصاغ بها، وهم بعد ذلك كله هم بعضُ الحاضر وكل المستقبل، بل هم كهفٌ يأوي إليه الكبارُ فيغسِلون همومهم في براءة أطفالهم، ويجتلون جمال الحياة في بَسَمات صبيانهم، أفصحُ تعبيرٍ يستمطِر الحنان تأتأةُ طفل، وأبلغُ نداءٍ يستجيشُ الحب لثغةُ صغير، «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» وقد نالت هذه المرحلة من عناية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النصيب الأوفى، فأوجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حقوقًا عظيمة للطفل، أعظم ما فيها أنها اهتمَّت به قبل ولادته، وقبل أن يصير جنينًا؛ فأمر رسول الله الرجلَ المُقْدِم على الزواج باختيار الزوجة الصالحة، ذات الدين، فقال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». ويكفي أن الله خص الطفل في كتابه ثلاث مرات في آيات صريحة، وقد اعتنى رسول الله -عليه السلام- بأمر الطفل قبل ولادته حتى بلوغ الأشد. إقرار نظام حماية الطفل من مجلس الوزراء خطوة على الطريق الصحيح؛ لتضيف إنجازا جديدا لعدد من المنجزات لحكومتنا الرشيدة في الحرص على المواطن والوطن والعناية بالناشئة، فشكرا لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد؛ على مواقفهم واقرارهم لنظام حماية الطفل في البيئة المحيطة به. فالطفل له حقوق أقرتها الشريعة الإسلامية وقررتها الأنظمة والاتفاقيات الدولية، التي تكون المملكة طرفاً فيها. هذا النظام يؤسس لمنظومة متكاملة لحماية كل شخص لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، تهدف إلى مواجهة الإيذاء – بكافة صوره – والإهمال الذي قد يتعرض لهما الطفل في البيئة المحيطة به. والمملكة -بفضل الله- أدانت جميع أشكال العنف ضد الأطفال، بما في ذلك البدني والنفسي. وإن تعزيز وحماية حقوق الطفل مسؤولية أساسيَّة وأولية على المستوى الوطني والعالمي على حد سواء. إن أيّ عنف ضد الأطفال لا يمكن تبريره، وإن هناك حاجة لتعزيز التعاون الدولي لمنع وحماية الأطفال من جميع أشكال العنف، وإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الأطفال. توجد فئة من الناس تعنف أطفالها فيوجد 45٪ من أطفالنا يعانون بنوع من أنواع العنف. ومع وجود 23 مركزا لحماية الطفل في المملكة، إلا أنه بلغ عدد الحالات للاطفال (1600) حالة، ويوجد 41 فريقاً في جميع مناطق المملكة تسجل حالات العنف ضد الأطفال، في سجل وطني، للحالات التي ترد إلى المستشفيات حسب برنامج الأمان الأسري بالمملكة. إنني أحث الجميع للتصدي للعنف ضد الطفل، وأي عنف، بالتوعية والتَّوجيه وتعزيز الشراكة والتضامن على المستوى الرسمي والأهلي، وإيجاد البرامج والحلول الهادفة؛ لتخفيف المعاناة ورعاية المتضررين. «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا»