تستمر الأجواء مستقرة ومشمسة اليوم الأربعاء في المنطقة الشرقية ومعظم مناطق المملكة، ومن المتوقع أن تعود موجة الأمطار إلى المنطقة - بمشيئة الله- في يناير المقبل وتشمل أجزاء من المملكة، مع استمرار درجات الحرارة متفاوتة حتى نهاية الأسبوع المقبل، وتميل إلى الانخفاض ليلا، وتظل الرطوبة مرتفعة بالساحل الشرقي، وتكون الرياح شمالية إلى شمالية شرقية ومتقلبة الاتجاهات في الوسطى والشرقية، وجنوبية غربية في الغربية، وشمالية غربية في سواحل البحر الأحمر الشمالية والوسطى، وتستمر فرصة تشكل الضباب ساعات الصباح على بعض المناطق، ودرجات الحرارة حول إلى أقل من معدلاتها بشكل عام. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور خالد الزعاق رئيس مرصد الدراسات الفلكية والجيوفيزيائية، أن اليوم يوافق أول موسم المربعانية، بقسمين من الطقس (امتزاجي وانفصالي)، الامتزاجي يتسم به النجم الأول (الاكليل) ولا يختلف كثيرا عن طقس الوسمي، أما الانفصالي فيبدأ بحلول النجم الثاني من (القلب)، وفيه يبدأ البرد الفعلي، واستمرار شدة البرودة في (الشولة). وأضاف: "من المتوقع في قادم الأيام أن يدخل علينا لسان من مرتفع جوي شمالي، محول عبر رياح شمالية شرقية، تطرح درجة الحرارة إلى معدلات شديدة البرودة، وفي منتصف المربعانية يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وهو موسم برد الانصراف، حيث يتوافق مع هبوب الرياح الباردة ويتكون الضباب في الصباح الباكر". وفي حساب الأنواء - وفقا لتصريح الزعاق - يؤخذ في الاعتبار انه إذا نزل المطر خلال ال20 يوماً من المربعانية، يكون العام مبشرا بخير وربيع مزدهر - بإذن الله -، علاوة على إنبات الفقع وجميع الأعشاب البرية، والسنة تكون ربيعية إذا أمطرت السماء بست أمطار سيلية (سيول) خلال الوسم، ونحن الآن ضمن الاعوام الربيعية، لنزول وتتابع المطر في موسمه. وأردف قائلا: "خلال موسم المربعانية الحالي، ستكون الفرصة مواتية لهطول الأمطار - بمشيئة الله - على نطاق واسع، لكنها على فترات متباعدة، وهذا يرجع إلى ضعف المرتفعات الجوية الشمالية الطاردة للسحب، مما هيأ الفرصة لسيطرة المنخفضات المستوردة على مجاري الطقس في المملكة خلال هذه الفترة المنصرمة، حيث أمطرت السماء بغزارة في كثير من أحيانها، وفي مناطق متعددة وأروت الأرض بالمياه، ولأننا نعيش في أواخر الوسم، فالأجواء كانت قادرة على تشكيل السحب المحلية الناتجة من التبخر، وهذا ما حدث بالفعل خلال ماضي الأيام، إذ تخلق قوس من السحاب الممتد من المنطقة الغربية ومروراً بالوسطى وانتهاء بالشرقية، اجهضت على اثرها السماء فأمطرت على مناح عدة". واختتم الزعاق بأن نهاية المربعانية يكون موسم البرد الرطب غير الجاف، أي البرد الذي يُخرج البخار من الجوف، ويدخل مع الإنسان في فراشه وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه، أما بشأن الزراعة فما زالت الفترة مناسبة لزراعة القمح في المنطقة الوسطى، ومما ينبغي التنبيه إليه أن الذي يزرع في أواخر الوسم يكون زرعه له نضارة خلابة إلا أن زرعه غالباً لا يتحمل برد موسم العقارب، خاصة العقرب الأولى، لأن بردها قاتل ولذا يسميها العامة عقرب السم لأنها تقتل مثل السم، والزراعة المعتادة هي في أوائل المربعانية وكلما تأخرت كان أفضل، إلا أن التأخير له مضار، حيث إن موسم الحصاد يكون متزامناً مع أمطار الصيف المهلكة للحرث والنسل.