حذر فلكيان من احتمال تدني درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، متوقعينِ «هبوطاً حاداً في درجات الحرارة سيجبر الناس على ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة»، على حد تعبيرهما، «ولن تمنح درجات الحرارة فرصة للأطفال، بسبب البرودة الطارئة»، محذرين من انتشار أمراض البرد والأنفلونزا. وأوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أن اليوم الأربعاء يصادف أول «موسم المربعانية»، متوقعاً أن «يدخل لسان مرتفع جوي في الأيام المقبلة، محول عبر رياح شمالية شرقية، تهبط بدرجة الحرارة إلى معدلات باردة، وتجبر الشباب على ارتداء ملابس الشتاء الثقيلة. أما كبار وصغار السن فلن تعطيهم البرودة الطارئة فرصة لذلك، لأنها ستباغتهم». وأشار الزعاق إلى أنه في منتصف «المربعانية» سيبلغ الليل أقصى طوله، والنهار أقصى قصره، وهو موسم برد الانصراف، الذي يُقال فيه «لا برد إلا بعد الانصراف، ولا حرّ إلا بعد الانصراف». إذ يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة، ويتكون الضباب في الصباح الباكر». كما أشار إلى أن «فحول النخيل تبدأ بالطلع منذ منتصف «المربعانية»، ويكثر طلع النخيل في نهاية هذا الموسم. أما في النهاية فهو موسم البرد الرطب غير الجاف، أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف، ويدخل مع الإنسان في فراشه». وقال الباحث الفلكي: «يعتبر هذه العام من الأعوام الربيعية، لنزول وتتابع المطر في موسمه»، لافتاً إلى أنه «خلال موسم المربعانية ستكون الفرصة مواتية لهطول الأمطار على نطاق واسع. لكنها على فترات متباعدة. وهذا يرجع إلى ضعف المرتفعات الجوية الشمالية الطاردة للسحب، ما هيأ الفرصة لسيطرة المنخفضات المستوردة على مجاري الطقس في المملكة خلال الفترة الماضية. وأمطرت السماء بأمطار غزيرة في كثير من الأحيان، وفي مناطق مختلفة، وروت الأرض بالمياه. ولأننا نعيش في أواخر «الوسم»، فالأجواء كانت قادرة على تشكيل السحب المحلية الناتجة من التبخر. وهذا ما حدث بالفعل خلال الأيام الماضية، إذ تخلق قوساً من السحاب الممتد من المنطقة الغربية، مروراً في الوسطى، وانتهاء في الشرقية، أجهضت على أثرها السماء، فأمطرت على مناطق عدة». وحول الزراعة، أوضح أنه «ما زالت الفترة مناسبة لزرع القمح في المنطقة الوسطى، وما ينبغي التنبيه إليه أن الذي يزرع في أواخر «الوسم» يكون زرعه له نضارة خلابة، إلا أن زرعه غالباً لا يتحمل برد موسم «العقارب»، وبخاصة «العقرب الأولى»، لأن بردها قاتل. ولذا يسميها العامة «عقرب السم»، لأنها تقتل مثل السم». وأضاف: «الزراعة المعتادة هي في أوائل «المربعانية». وكلما تأخرت كان أفضل إلا أن التأخير له مضار، إذ إن موسم الحصاد يكون متزامناً مع أمطار الصيف المهلكة للحرث والنسل». بدوره، أوضح الفلكي الدكتور إبراهيم منصور، أن طقس «المربعانية» ينقسم إلى قسمين: طقس امتزاجي، وانفصالي، فالامتزاجي يتسم به النجم الأول من «المربعانية»، لأن طقسه لا يختلف كثيراً عن طقس الوسمي، أما الانفصالي فيبدأ بحلول النجم الثاني من «المربعانية». وفيه يبدأ البرد الفعلي، الذي يدخل مع الإنسان في فراشة، ويتغلغل داخل المنازل». وأضاف منصور: «إن نصف «المربعانية» وسم، بمعنى أنه إذا نزل مطر خلال ال20 يوماً من «المربعانية» فالعام يبشر بخير وربيع مزدهر، علاوة على إنبات الفقع وجميع الأعشاب البرية. والعام يكون ربيعياً إذا أمطرت السماء بست أمطار سيلية (سيول) خلال موسم الوسم والمربعانية والشبط وأول العقارب»، متوقعاً «برداً حاداً وهبوطاً في درجات الحرارة بشكل مفاجئ، وهي كبرودة ورياح أكثر من العام الماضي، إلا أنه يبدو أن كميات الأمطار قليلة».