بين إمكانية توفرك على دوري قوي وكثرة عدد المتنافسين على اللقب علاقة طردية مفادها كلما اتسعت شريحة التنافس على اللقب، ازداد الدوري قوة وإثارة. وعلى ما يبدو أننا على موعد مع هذه الثقافة التي لا أبالغ إن قلت إنها حديثة على دورينا على الأقل في السنوات الأخيرة، فبعد انقضاء عشر جولات من دوري جميل لازالت الفرصة سانحة وكبيرة أمام خمسة فرق للتنافس على اللقب. هذه الخاصية ( تعدد المتنافسين ) من الصعب بمكان وجودها فضلاً عن استمرارها ، لذلك نحن موعودون هذا العام بنسخة كاملة الدسم على كافة الأصعدة الفنية والإعلامية والجماهيرية شريطة أن تحافظ أندية المقدمة على رتمها المرتفع، بعكس سنوات ماضية دائما ما كان التنافس فيها ثنائياً وإن اختلفت أطرافه إلا أنه يبقى أقل تشويقاً وإثارةً. من حسن الحظ هذا العام أيضا أن الفرق المتنافسة على اللقب هي الخمسة الكبار ( الهلال، النصر، الشباب، الاتحاد، الأهلي ) مما يدفع بنا إلى نسخة جماهيرية غير مسبوقة أعلنت عن نفسها مبكراً بتخطي حاجز المائة ألف مشجع كحضور إجمالي في الملعب كان لقطبي جدة نصيب الأسد منها ، بلا شك استمرار التنافس أطول فترة ممكنة يضاعف هذه الحصيلة الرائعة حتى اللحظة، لذلك نتمنى أن تتحلى هذة الفرق بطول نفس يمكننا من بلوغ المراحل الأخيرة للدوري، والكل يملك فرصته في المنافسة على اللقب وإن كنت أستبعد ذلك إلا أن المنافسة على اللقب قد يعوضها تنافس آخر على المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا، المهم أن يحافظ الدوري على اتساع رقعة التنافس فيه لوقت طويل. منطقياً وعلى الورق، لا يبدو لي أن قطبي جدة يمتلكان النفس الذي يمكنهم من الصمود في السباق طويلاً وبدرجة أقل منهم الشباب، لذلك لا أستبعد أن ينحصر السباق على اللقب بين الهلال والنصر وإن كنت أتمنى ألا يحدث ذلك مبكراً من أجل ضمان قدر أكبر من الندية والتشويق والإثارة. ولكي أكون منصفاً سأحاول إيجاز أسباب استبعادي للأهلي والاتحاد والشباب من التنافس على اللقب، نبدأ بالأهلي الذي يعيش تكاملا عناصريا ( رهيبا ) ينقصه بعض الثوابت كالقائد صاحب الكاريزما الخاصة والشخصية القوية والتجربة التي تعزز من ثقافة الانتصارات المتوالية لدى زملائه وينقصه ادارة تمهد للثقافة البطولية وتزرع هذا الامر في نفوس لاعبيها فضلا عن سوء طالع غالبا ما يلازم الفريق يتسبب في فقدانه نقاطا غريبة وسهلة وتسبب مؤخرا في اصابة أبرز نجومة وفي مقدمتهم الظهير المصري عبدالشافي. الاتحاد على النقيض من الأهلي فهو يمتلك قائدا بحجم محمد نور وإدارة مجتهدة ولكنه يفتقر للتكامل العناصري الذي ينعم به جاره، الاتحاد الذي انتدب مؤخرا المدرب الروماني بيتوركا يبدو على الورق أقل عناصريا من بقية منافسية زد على ذلك أن الفريق يعاني في مراكز حساسة كقلب الدفاع. أنتهي بالشباب غير البعيد عن الاتحاد عناصرياً والذي بدأ بدفع ضريبة العقوبة الانضباطية التي حرمته خدمات نايف هزازي والتي يبدو أنها ستكون باهظة الثمن فالكوري بارك لا يظهر جاهزية كبيرة والمحياني لا يستحوذ على رضا الألماني ستامب فأصبح الفريق يعاني هجومياً وهذا اتضح جلياً أمام التعاون. فواصل : بطل لعبة التنس في السعودية اليافع سعود الحقباني يخطف لقب آسيا ، هنيئاً للوطن بهذا الإنجاز الذي يدل قطعاً على أرض خصبة للمواهب في مختلف الألعاب، لا ينقصها سوى الرعاية والاهتمام وصقل هذه المواهب حتى نتمكن من صناعة أبطال للمستقبل نكون معهم في مأمن على رياضة الوطن. انتهى حفل الاتحاد الآسيوي بتوزيع جوائزة بشكل منصف، متوجاً جهوداً مبذولة تذكر فتشكر، الجائزة الوحيدة غير المنصفة هي فوز ويسترن سيدني بجائزة أفضل ناد في القارة وهي تأتي تبعاً لبطولة غير مستحقة ،فبالتالي سيكون الخيار غير منصف وبعيدا عن المنطق والعقل. فوز ناصر بجائزة أفضل لاعب في القارة عن عام 2014 جاء امتداداً لجوائز سعودية سابقة كان السواد الأعظم منها لنجوم الهلال ليكرس بذلك مدى ثقافة هذا النادي العظيم ومدى عراقتة القارية، مجهودات ناصر كان لا بد أن تتوج بهكذا جائزة، فهنيئاً للوطن ولناصر، ومبروك لهما.