تتلخص رسالة المشروع في صناعة جيل موجَّه وقيادي، وتكمن رؤيته في تحقيق تعلّم تفاعلي ذي إنتاجية متميزة، حيث بدأ المعلم تركي المحيسن تنفيذ فكرته في إحدى المدارس الأهلية ثم انتقل للعمل في إحدى المدارس الحكومية وقام بتطبيق مبادرته بشكل أوسع في الصفوف الدنيا. وفي لقاء ل «اليوم» مع صاحب المبادرة تحدث عن مراحل تنفيذ المشروع التي تتلخص في عشر نقاط تبدأ بأهمية معرفة الفروق الفردية بين الطلاب، ثم حصر جوانب الضعف لدى الطالب ووضع خطة علاجية خاصة، وتهيئة الصف بما يناسب هذا المشروع بكافة جوانبه من لوحات إرشادية وأجهزة الكترونية ومعقمات جوية، وتشجيع الطلاب للوصول إلى أهدافهم وتحقيق طموحاتهم من خلال دمجهم بالعالم الخارجي، وعمل زيارات ميدانية وطرح اسئلتهم على أصحاب المهن التي يطمحون لامتهانها من النجارة إلى الهندسة، ولترسيخ المهن في العقول توضع في الصف لوحة مصورة لجيل المستقبل عليها صورة الطالب وهدفه ومهنته في المستقبل، وترتكز المبادرة على إقامة دورات تدريبية وتعليمية لتنمية مهارات الطلاب وتنمية سلوكياتهم، وأوضح المحيسن أن هناك برنامجا سنويا تحت عنوان «وقفة ولاء» يتم من خلاله استضافة شخصيات نجحت في حياتها ووصلت الى هدفها المرجو بحيث يترك أثرا جميلا في نفوس الطلاب، كما أكد على أهمية الانتقال والمتابعة والتشجيع لضمان نجاح المشروع، والتعاون مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة. وعن مؤشرات تحقيق المشروع قال المحيسن انه تم توسيعه ليشمل كافة المراحل في عدة مدارس بالمنطقة، وأبان أن الداعم والممول لصفوف المستقبل مجرد جهود شخصية، فيما يتم ضم الطلاب إلى صف المستقبل بطريقة عشوائية دون وجود آلية. وحول مميزات صف المستقبل أوضح المحيسن: التواصل بين أعضائه في مواقع التواصل الاجتماعي، والالتزام بالحضور المبكر لمراجعة المهارات الأساسية للطلاب وبعض الألعاب الحركية والتحفيزات وحلقة القرآن، بالإضافة إلى الاهتمام بأولياء الأمور وتوفير مستشارين أسريين لطرح مشاكل ابنائهم وتقديم المشورة إليهم بطريقة تربوية حديثة، وطرح البرامج التعليمية والإثرائية التي تساهم في صقل شخصيات الطلاب والاهتمام بالجوانب الإرشادية والصحية، وهناك برامج خاصة لتطوير المعلمين وعمل مسابقات لتحفيزهم من خلال جوائز تقديرية كي يتعاملوا مع الأبناء معاملة أبوية وليست معاملة عسكرية، مع إقامة لقاء سنوي يضم جميع الطلاب المتخرجين من صف المستقبل ومناقشتهم حول أبرز الصعوبات التي واجهتهم بعد الانتقال إلى الصفوف الاعتيادية وإيجاد الحلول المناسبة. ويطمح الأستاذ تركي أن يطبق هذا المشروع في كافة المدارس الحكومية والأهلية ويأمل أن تستبدل الكتب بأجهزة لوحية تفاعلية وأن ينشأ مركز تعليمي لطلاب المستقبل يبدأ من الصف التمهيدي إلى أن ينتهي بالصف الثالث ثانوي وبذلك يضمن نجاح طلابه. ويشكر جريدة اليوم لتغطيتها حفل التكريم ويتمنى أن يرى طفل المستقبل النور عن طريق هذا المشروع.