كل عام يكشف المطر عن الكثير من المساوئ في البنى التحتية الخليجية، فيكشف خللا يتوجب اصلاحه، وذلك على الرغم من حجم المبالغ المستثمرة في مشاريع البنى التحتية منذ ستة اعوام تضاعف حجمها هذا العام اذ تشكل 16 بالمائة من إجمالي مشاريع الإنشاءات في دول الخليج وفق التقارير الحديثة، ولا نعرف ما نوع هذه البنية التي يرتفع حجم استثمارها ولا نرى منها الا النزر القليل. ووفقاً للتقارير لهذا العام فقد ارتفع حجم التعاقدات لتطوير البنى التحتية في الخليج ما بين 86 مليارا الى 180 مليار دولار. ويصف تقرير شركة أرساديس المتخصصة في استشارات الأصول ذلك بقوله «إن أكثر الأسواق ديناميكية في الاستثمار بقطاع البنية التحتية، في الشرق الأوسط تتركز في دول الخليج العربي متمثلة في قطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية». وبحسب تقرير ل «فنتشرز أُنسايت» فان مشاريع البنى التحتية الخليجية ازدادت هذا العام في قطر لتصل 26.2 مليار دولار مقارنة بنحو 9.4 مليار دولار في 2013، والكويت 3.45 مليار دولار أي نحو 10 أضعاف قيمتها في 2013، والإمارات إذ ستبلغ قيمة التعاقدات الجديدة لمشاريع البنية التحتية 15.18 مليار دولار أي ما يقارب خمسة أضعاف قيمة التعاقدات المنجزة في 2013، وأما سلطنة عمان فبلغت 7.4 مليار دولار لتحقق ارتفاعاً قدره 5.5 مليار دولار عن العام الماضي، في حين ينتظر أن تبلغ تعاقدات المشاريع في البحرين للعام الجاري 3.4 مليار دولار، صعوداً من 382 مليون دولار فقط في 2013. اما في السعودية فقد بلغت التعاقدات نحو 29.34 مليار دولار هذا العام، وكانت منخفضة عن العام الماضي الذي أرست فيه مشاريع بقيمة 33.6 مليار دولار العام الماضي، احتلّ منها مشروع القطار الخفيف في العاصمة الرياض وحده ما قيمته 22.5 مليار دولار. في حين أظهرت دراسة نشرت لشركة «ميد بروجكتس» تؤكد إرساء عقود بنحو 180 مليار دولار لمشروعات إنشاء جديدة في دول الخليج هذا العام، تصفها بأنها «الأكبر خلال 6 سنوات برغم تراجع أسعار النفط». ورغم تلك الارقام «المذهلة» والخطط التنموية «الطموحة» الا انه لا تزال الشوارع بدولنا الخليجية ضيقة ومتهالكة وغير مرصوفة بالشكل المطلوب ولا يستخدم لرصفها آليات حديثة، ولا مواد متطورة فهي تتآكل بسرعة بفعل الحرارة وكثرة الاستخدام، واكثرها سوء طرقات الاماكن السكنية التي تحتاج لصيانة دورية، بل باتت طرقاتنا اشبه بمواقف سيارات لضيق مساحاتها التي تم تخطيطها بصورة مزعجة ولم يحسب تكاثر السيارات المستخدمة. ليس المهم فقط هو تحديث الطرق والمرافق العامة وحسب، بل اكثر ما نحتاجه هو نظرة للمستقبل لتفادي مشاكل البنى التحتية خلال العشر سنوات القادمة، ليس المهم مشاريع عملاقة بل نحتاج لتأهيل طرقنا القديمة وتفادي انحشار المطر في البيوت والشوارع كل عام.