لا أملك القدرة ولم اصل بعد لمرحلة استطيع من خلالها تقييم عمل مدرب (ما)؛ لأن التقييم في رأيي هو بحاجة لشخص إما خبير او قريب من عمل المدرب، ولديه المعرفة بالأمور الفنية. ومن مبدأ المهنية أعتقد أنه لا يجب ان يقوم مدرب بانتقاد عمل مدرب آخر؛ لأن المدربين يعرفون ان لكل مدرب اسلوبه وطريقته التي يتفق عليها البعض ويختلف عليها البعض الآخر. لن أكون في صف من يقولون ان مدرب منتخبنا (لوبيز) مفلس، ولايملك اي شيء؛ لأن هذا رأيهم، ولن أكون في صف من أيّد استمراره وراهن على نجاحه لقيادة منتخبنا لأنه ايضا رأيهم. وبغض النظر عن الرأيين، السؤال: هل ما زال المسؤولون في الاتحاد السعودي والذين صوتوا لبقاء المدرب على قناعة كاملة بعمل المدرب؟ أم تغير شيء بعد خسارة دورة الخليج؟ إذا كانت القناعة ما زالت، فمن المهم ان يعرف الشارع الرياضي متى حدد المسؤولون عملية تقييم المدرب والحكم عليه، هل بعد كأس الخليج؟ أو بعد كأس آسيا؟ او عند نهاية عقده؟ ام انهم لم يحددوا وقتا معينا؟ قبل بطولة الخليج واثنائها ومن ثم بعدها كان مدرب منتخبنا (لوبيز) الشغل الشاغل للجماهير السعودية، ولم ينل الرضا من الغالبية، وكانت دورة الخليج وكاسها بالنسبة له اشبه بالإعدام او البراءة. لو حقق منتخبنا بطولة الخليج بالتأكيد سوف ينتصر اصحاب القرار؛ لأنهم من أيّدوا استمراره، ووقتها سيكون المدرب هو (القيصر)؛ لأنه تحدى الجميع ونجح. في غمضة عين انتهت دورة الخليج، وكانت مباراة النهائي امام (قطر) للمدرب ومن ساندوه بالاستمرار اشبه بالحلم الجميل الذي تحول في لمح البصر لكابوس كبير. حتى نكون منصفين ومنطقيين، منتخبنا واجه في النهائي منتخبا قويا ومنظما، ولعب مدربه بتكتيك رائع وعرف كيف يوظف لاعبيه بشكل جيد، ولهذا استحق الكأس. المباراة النهائية امام قطر هي المباراة الوحيدة بالدورة التي كان فيها منتخبنا متأخرا بالنتيجة ويحتاج العودة، وللأسف لم ينجح، وكان اختبارا كبيرا للمدرب ولاعبيه. قوة أي منتخب تكمن في العودة للمباراة بعد الخسارة، ولهذا فعلها القطريون مرتين امام منتخبنا بالافتتاح وفي النهائي يتأخرون ويعودون بالنتيجة، وهذا ما جعل منتخبهم يملك شخصية البطل. لا يفصلنا عن كأس آسيا وقت طويل، ويجب ان يكون هناك قرار جريء وشجاع يتم بعد دراسة الوضع بشكل كامل، اما استمرار المدرب وتحمل تبعات القرار او رحيله. في هذا التوقيت لو تم الاستغناء عن المدرب فالمنتخب بحاجة لمدرب لديه إلمام بالكرة السعودية، ويعرف اغلب لاعبيها كحل وقتيّ، وهذا الأمر اعتقد ليس صعبا. أخيرا.. نملك في المنتخب وخارج المنتخب لاعبين يملكون امكانيات فنية كبيرة، وقادر اي مدرب يملك الفكر الجيد ان يضع بصمته عليهم، وقد يصل بهم في آسيا لأبعد مما تتصورون.