قبل ساعات من تظاهرات الجبهة السلفية اليوم الجمعة بزعم رفع المصاحف «الثورة المسلحة» تسارعت وتيرة التأهب الأمني في محيط المؤسسات والمنشآت السيادية في مصر خاصة العاصمة القاهرة والمدن الكبرى في البلاد وسط حالة من الترقب الشعبي لما يمكن أن تسفر عنه أحداث الجمعة التي تأتي قبل 24 ساعة فقط من حكم مرتقب في قضية القرن المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك. حبس أنفاس وما بين الوعيد والتوتر يحبس المصريون أنفاسهم بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأوضاع مع محاولات طمأنة رسمية لا تخلو من الحذر الشديد بالتزامن مع تهديدات أمنية بمواجهة «صارمة» مع عناصر الشغب وصلت أقصاها صراحة مع إعلان وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أنها ستصل إلى حد إطلاق النار فورًا «على كل من يحاول المساس بأمن مقدرات البلاد». وأعلنت محافظة القاهرة حالة الطوارئ بين جميع مرافقها، حيث عقد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة اجتماعات تنسيقية مع أجهزة مديرية الأمن والمنطقة المركزية العسكرية لمناقشة كافة الاستعدادات الأمنية لتأمين المنشآت العامة والحيوية ومباني دواوين المحافظة والأحياء والجراجات التابعة لهيئة النقل العام وهيئة النظافة، والتأكد من تأمينها بالكامل ضد أي أعمال شغب أو تخريب. من جهتها كشفت وزارة الصحة عن خطة طوارئ قصوى تضمنت الدفع بقرابة 2673 سيارة إسعاف موزعة على جميع محافظات الجمهورية، منها 488 سيارة إسعاف بالقاهرة الكبرى وحدها. وترأس الوزير د.عادل عدوي اجتماعًا ظهر الخميس قرر فيه اعتبار جميع المستشفيات العامة والمركزية كمستشفيات إخلاء خط أول، كما تم التنسيق مع المستشفيات الجامعية بالإضافة إلى اختيار بعض المستشفيات التابعة لأمانة المراكز الطبية والمعاهد التعليمية والتأمين الصحى والمؤسسة العلاجية كمستشفيات إخلاء خط ثان أو للحالات الحرجة التي تحتاج لتخصصات طبية دقيقة. وفرضت الجهات الأمنية طوقًا أمنيًا بمحيط ومداخل ومخارج مطار القاهرة الدولي، وكذا تأمين كافة المبانى والمنشأت ومواقف السيارات تزامنًا مع دعوات التظاهر اليوم الجمعة. وأكد مصدر أمني بالمطار تشديد الإجراءات الأمنية بمهبط الطائرات وأسوار المطار بأكملها ومتابعة الكاميرات بواسطة رجال الأمن للاطمئنان على الحالة الأمنية، وتأمين كافة المبانى الحيوية والمنشآت وغرف العمليات والاستعانة بالكلاب البوليسية للكشف على السيارات والمبانى خوفًا من دس أى مفرقعات. ملاحقة وتضارب بالسياق واصلت عناصر الأمن المصرية ملاحقة العناصر الإرهابية، حيث تم ضبط بعض العناصر وهي تقوم بتوزيع منشورات في بعض الأحياء الشعبية، تدعو لمبايعة قادة الإرهاب في الإخوان وتنظيم داعش الإرهابي. جاء ذلك فيما يسود التضارب خطة التظاهر، وما إذا كانت ستنطلق فعلًا عقب صلاة الفجر، أم بعد صلاة الجمعة، وهو ما اعتبره خبراء أمنيون، محاولة لإنهاك قوى الأمن وتشتيتها، لكن مسؤولًا رفيعًا في الداخلية المصرية وجهاز الأمن الوطن رفض نشر اسمه أكد جاهزية القوات للتعامل الفوري مع من سماهم «مثيري الشغب والفوضى»، وأضاف ل(اليوم) في اتصال هاتفي بعد ظهر أمس أن الوزارة وجميع أجهزتها رفعت من تأهبها للحالة (ج) التي تعتبر أقصى درجات التأهب، واكتفى بالقول: إنهم جاهزون للتعامل مع «الذئاب المنفردة» في إشارة إلى ميليشيات الجماعة التي ستنطلق دون قيادة تنظيمية. تبني وقنابل ميدانيًا وبينما أعلن النائب العام المصري ضبط 102 عنصر من الجماعات الإرهابية في 11 محافظة، تبنت جماعة تطلق على نفسها (أجناد مصر) في فيديو مصور سبعة عمليات استهدفت قوات شرطية في عدة مناطق بالقاهرة والجيزة. وشهدت عدة محافظات مصرية الخميس أحداثًا إرهابية متفرقة، ففيما تم إبطال مفعول قنبلة زرعت أمام مول العرب بمدينة 6 أكتوبر، نجح رجال الأمن في اكتشاف قنبلتين بدائيتي الصنع، قبل تفجيرهما أمام إحدى المدارس بالإسكندرية. قبل أن يتم الإعلان أيضًا عن إحباط تفجير قنبلة بمحيط جامعة الإسكندرية. كما عثر رجال المفرقعات فى البحيرة على 4 قنابل بدائية الصنع أمام مكاتب بريد ووحدات مرور ومقار محاكم، حيث تمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعولها قبل أن تنفجر، وفى الإسماعيلية تم إخلاء إحدى المدارس الإعدادية عقب اكتشاف قنبلة أخرى أبطل مفعولها، وكذا الأمر في مدينة بور سعيد، حيث ساد الذعر بمرفق المعديات المتجهة إلى مدينة بورفؤاد عقب العثور على قنبلة بإحدى المعديات، في حين حرق مجهولون محولين لتوليد وتوزيع الكهرباء في مدينة السويس. يذكر أنه أعلن في القاهرة الليلة قبل الماضية مقتل ثلاثة عناصر عسكرية بينهم ضابط في استهداف مركبتهم من قبل مجهولين في العريش بشمال سيناء.