في غرفة العمليات الرئيسية للدفاع المدني بالشرقية الكل لا يهدأ.. حركة دائبة ومستمرة، لا أحد من ضباط وأفراد الغرفة إلا ويقوم بمهمة من المهام، فلا وقت لديه غير متابعة البلاغات. وكل شخص لديه مهمة محددة يقوم بها، البعض يقرأ بلاغا والآخر يقوم بإرساله إلى المسؤول، وآخر يصدر التوجيه، وهناك أشخاص ينفذون التوجيه بكل جدية. الكاميرات الحديثة والأجهزة المتطورة سهلت مهام رجال الدفاع المدني في غرفة العمليات. انتقلت (اليوم) إلى الغرفة لتتابع من داخلها منظومة العمل المتطورة وكيفية تلقى البلاغات اليومية وعددها وكيفية التعامل معها، سواء بلاغات الأمطار أو البلاغات الأخرى المتعلقة بعمل الدفاع المدني، وخلال تواجدنا في الغرفة استطعنا التوصل لكمية البلاغات التي يتم تلقيها في اليوم الواحد على هاتف الطوارئ 998، حيث بلغت 150 بلاغا تنوعت ما بين بلاغات عن حوادث حرائق لمنازل ومركبات واحتجاز. وأوضح مدير مركز القيادة والسيطرة بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم عبدالهادي محمد القحطاني، أن عدد البلاغات في أوقات الأمطار تصل إلى 1000 بلاغ يوميا في أوقات الذروة، أبرزها تتعلق بحوادث تراكم الأمطار داخل الانفاق وتساقط الاشجار ودخول المياه للمنازل، إضافة إلى بلاغات المفقودين داخل الاودية، والتي يتم التعامل معها في الحالات الخطرة من خلال الاستعانة بالطيران العمودي لانتشال المحتجزين في الأودية جراء جريان السيول. وحول خطة مواجهة أخطار الأمطار والسيول قال القحطاني، إن الافتراضات والمخاطر المحتملة في أوقات هطول الأمطار والعواصف الشديدة تكمن في مداهمة السيول للشوارع العامة أو المنازل الموجودة في بطون الاودية، وتوقف السيارات في الشوارع الرئيسية واحتجاز أشخاص، وتساقط الاشجار أو لوحات الاعلانات على السيارات والمباني، وحجب الرؤيا أثناء السير مما يؤدي إلى حدوث تصادم بين السيارات، إضافة إلى إخلاء بعض المحتجزين داخل المنازل، مبينا أن الحالات التي يتم فيها تنفيذ الخطة قُسمت إلى ثلاث حالات: الأولى، وهي الحالة التي تكون فيها كمية تساقط الأمطار قليلة ولا يترتب عليها إلحاق الضرر بالسكان والمرافق العامة الا انه يتطلب في هذه الحالة الاشراف والمتابعة الميدانية من قبل امانة المنطقة الشرقية والبلديات في المحافظات ومديرية المياه. أما الحالة الثانية وهي التي يكون فيها هطول الأمطار بكميات متوسطة، وقد تزيد من منسوب المياه وتجمعها، حيث يتطلب التدخل الفوري والسريع من قبل الامانة وفرع وزارة المياه بمساندة الدفاع المدني وشرطة الشرقية ووزارة الزراعة وادارة الطرق. وفي الحالة الثالثة التي يكون فيها هطول الأمطار بكميات غزيرة، وهذه الحالة تستدعي التدخل الفوري والسريع من جميع الجهات، سواء كانت حكومية او اهلية، ويتولى الدفاع المدني قيادة الموقف عن طريق غرفة مركز القيادة والسيطرة. وحول دور الدفاع المدني في خطة مواجهة الأمطار قال القحطاني، إن دور المديرية هو تحديد المناطق التي تعرضت للامطار والسيول ودرجة الخطورة التي تلحق بها، والتدخل السريع في إعمال الانقاذ والاسعاف للمواطنين والمقيمين وتقديم الرعاية والايواء لهم، وحصر مواقع الايواء الثابتة وانشاء المؤقتة منها اذا استدعى الأمر، والمساهمة بالامكانيات المتوفرة من معدات إنقاذ ومواتير شفط والتنسيق مع المؤسسات الاهلية للحصول على المزيد من المعدات الفنية، اضافة الى مشاركة طيران الدفاع المدني للقيام باعمال الانقاذ واخلاء من يتم احتجازهم نتيجة السيول، والاستعانة بالمتطوعين والاستفادة من خبراتهم، وتنظيم اعمال الاغاثة المحلية تنسيقا مع الجهات ذات الاختصاص في توفير المؤن الغذائية والمستلزمات الاخرى، والتنسيق مع الجهات الاعلامية للعمل على اعداد خطط انذار للسكان وكيفية تمرير التدابير الوقائية والتقارير التحذيرية، والتنسيق مع الجهات الصحية لوضع خطط اخلاء طبي لمثل هذه الظروف. محرر «اليوم» يتعرّف على آلية العمل بغرفة العمليات تلقّي البلاغات وفرزها توجيه العمل الميداني