أصبحت شركة فوجيتسو تزرع الخس في معمل كان يوماً مصنعاً لأشباه الموصلات. وبدلاً من استخدام ضوء الشمس في تغذية الفراولة التي تزرعها في المختبر، أصبحت شركة شارب تستخدم اللمبات المشعة للضوء. وفي مصنع كان يستخدم سابقاً في إنتاج أقراص الكمبيوتر المرنة، أصبحت توشيبا تزرع الهندباء. أهلاً بكم في الجيل القادم من المزارع ذات التكنولوجيا العالية. بدأ عمالقة التكنولوجيا اليابانية يتعلمون حيلا جديدة أثناء التوسع نحو الزراعة، مدفوعين بسعي الحكومة اليابانية لاستبدال مزارعيها المسنين وتحسين إنتاجية المزارع. ومع ذلك يعتبر أغلب ذلك، بالنسبة لمزارعين من أمثال نوريميتسو موريشيتا، مجرد وسائل تحايل من التكنولوجيا العالية. بعد أن دمرت الكارثة النووية التي حلت باليابان في عام 2011 مزارعي السبانخ الأبعد نحو الشمال، بدأ موريشيتا الذي يشرف هو وأخوه على الإنتاج والتوزيع في عدة مزارع تقع إلى الشمال من طوكيو بزراعة الخضار. ولكي يقوي موريشيتا الإنتاج، بدأ يتطلع إلى التكنولوجيا العالية، ولكنه وجد أن أغلب الطرق مكلفة للغاية. بدلا من ذلك بدأ موريشيتا في العام الماضي زراعة السبانخ من خلال برنامج شركة باناسونيك الريادي الذي يستخدم البيوت البلاستيكية (مزارع الدفيئة) الأرخص وشبه الآلية. ما زالت هذه الدفيئات تستخدم التربة لزراعة المنتجات الزراعية، ولكنها تقدم شيئا إضافياً لما تحتاجه هذه النباتات من ضوء الشمس والرياح للحفاظ على بيئة مثالية لتنمية المحاصيل. يقول موريشيتا إن الدفيئات سمحت له بالسيطرة على تكاليف العمالة وفي أثناء ذلك حصاد السبانخ ثماني مرات بدلاً من الأربع مرات المعتادة في السنة. وهو يعتقد أن السبانخ المنتجة من دفيئات باناسونيك طعمها أفضل من الكميات المزروعة خارجها، لأنها تحتاج إلى مبيدات حشرية أقل ومضبوطة بعناية أكبر. وهو يخطط لطلب المزيد من الدفيئات في العام القادم إذا أنهت الدفيئات الباقية تجربتها بنجاح. يقول تاكايوشي تانيزاوا، رئيس مشروع الهندسة الزراعية في باناسونيك: «نحن خلافاً للمنافسين الآخرين الذين يعتمدون على مرافق مكلفة وكبيرة أو مرافق مغلقة، نستطيع السيطرة على البيئة دون بذل جهود منسقة في البيوت البلاستيكية القياسية، والسيطرة الكاملة على درجة الحرارة أو الرطوبة عملية مكلفة جداً، ولكننا بدلاً من بذلك، نتوجه إلى خيارات عدة ملائمة». يقول تانيزاوا إن بيوت باناسونيك البلاستيكية التي عُرضت للبيع في هذه السنة تكلف أكثر ب 2.5 مرة من البيوت البلاستيكية العادية، وهي تستهدف الشركات الزراعية اليابانية متوسطة الحجم، إضافة لمزارعين أجانب ربما كانوا مهتمين بذلك. وتهدف الشركة لجلب عائدات بحدود 5 مليارات ين ( 4 ملايين دولار) من بيع 1,000 وحدة في اليابان بحلول عام 2018. ولدى باناسونيك فرق تعمل أيضاً على تطوير المزيد من الأساليب مثل الزراعة الهيدروبونية، التي تعتمد على تنمية النباتات في الماء بدلاً من التربة. ولكن بالنسبة لموريشيتا لا تقدم مثل هذه التقنيات، على الأقل حتى الآن، الحل الأفضل. وهو يقول إن المواد التي تنمى في المختبرات لا تتمتع بطعم جيد، أو تظل طازجة مثل المنتجات التي تأتي من التربة، وستشعر بالراحة بشكل أفضل عندما تحصل على أشياء تأتي مباشرة من التربة.