نيويورك – «نشرة واشنطن» - تنتج البنجاب، المعروفة ب «سلة خبز» الهند، النصف تقريباً من مجموع منتجات الحبوب التي تشتريها الحكومة المركزية الهندية، وفقاً لمعطيات مركز «مياه كولومبيا». ونتيجة لاعتماد الحكومة على مزارعي المنطقة لإطعام البلاد، تتأمن للمزارعين سوق مضمونة لمحاصيلهم. تجاه هذه الحقيقة الاقتصادية، يسهم مركز «مياه كولومبيا» وجامعة البنجاب الزراعية في ابتداع طرق تسمح باستمرار إنتاج كميات كبيرة من الرز والقمح، لكن مع استهلاك كميات أقل من المياه. ويشمل أحد هذه الحلول لتوفير المياه، إجراء تجارب على خفض المرات التي يغرقُ فيها مزارعو الرز حقولهم بالمياه في المواسم، كوسيلة لري المساحات المغروسة. وتضخ المضخات الموصولة بآبار المياه الجوفية، المياه المتدفقة إلى أقنية تؤدي إلى الحقول، بمعدل 35 إلى 40 مرة في الموسم. لكن يمكن الري لمرات أقل ما يوفر كميات هائلة من المياه. ولمجرد خفض الري مرة أو مرتين تتوافر كميات من المياه تحول إلى الاستعمال المنزلي. وفي حين أن مزارعين سيعمدون إلى تقليص ممارسات الإغراق بالمياه، يجرب آخرون طريقة «الغرس المباشر»، فبدلاً من إغراق الحقول بالمياه قبل زرعها، يغرس المزارع شتول الرز مباشرة في التربة ويرويها بحسب الحاجة. ويستخدم المزارعون المشاركون في الاختبار، ويتجاوزون 500، مقاييس الإجهاد ومسابر رطوبة الأرض لقياس المستوى الدقيق للرطوبة في تربة حقولهم قبل ريها، بحيث يعتمدون الري فقط عندما تكون التربة جافة فعلياً، وليس كلما بدت لهم جافة بالعين المجردة. ويخطط مركز «مياه كولومبيا» لاحتساب كميات المياه المتوافرة من خفض عمليات الري واستعمال مقاييس الإجهاد وتقويم البيانات مقارنة مع إنتاجية المزارعين. ويتمثل هدف هذه الأساليب في توفير المياه من دون خفض غلال محاصيل المزارعين أو نوعية إنتاجهم. محاصيل مختلفة ومياه أقل ويعمل مركز «مياه كولومبيا» وجامعة البنجاب الزراعية مع مزارعين آخرين لزرع محاصيل مختلفة تماماً تستخدم كميات مياه أقل لإنتاجها. وبالشراكة مع «فيلد فريش فودز»، المشروع المشترك بين تجمع الشركات الهندية «بهارتي انتربرايزيز» ومنتجة الأغذية الأميركية «ديل مونتي فودز»، يساعد مركز «مياه كولومبيا» وجامعة البنجاب الزراعية نحو 100 مزارع على الانتقال من زرع الرز والقمح إلى زرع محاصيل الخضار، بما فيها الذرة والذرة الصغيرة والفاصوليا الخضراء. وبدأت «فيلد فريش» الترويج لهذه المحاصيل على أنها محتملة تدر النقد لمنطقتهم. وفي حين أن الانتقال إلى زرع محاصيل أخرى يوفر المياه، تشكل السوق حاجزاً أمام نجاح المحاصيل الجديدة. ويعمل المسؤولون مع الشركات الكبيرة لتوقيع عقود تعزّز ثقة المزارعين لناحية بيع محاصيلهم. وفي حال نجحت المحاولة، يأمل مركز «مياه كولومبيا» وشركاه في زيادة أنواع المحاصيل في البنجاب والمساعدة في نقل زراعة الرز والقمح إلى مناطق أخرى من البلاد لديها إمدادات مياه جوفية أكبر تُمكن الاستفادة منها اقتصادياً. بدأت الاختبارات الزراعية في البنجاب، ويهدف مركز «مياه كولومبيا» أن تتأمن لديه في غضون 6 إلى 9 أشهر بيانات قابلة للقياس حول فعالية التكنولوجيات التي يجربونها لتوفير المياه. النقص الحرج للمياه في غوجارات وفي جنوب وغرب البنجاب في ولاية غوجارات، بلغ استنزاف المياه الجوفية وضعاً ينذر بالكارثة، وفقاً لمركز «مياه كولومبيا». ويوجد خطر جدي من اختلاط المياه المالحة بنظام المياه الجوفية لأن المزارعين يحفرون حتى مستوى منخفض جداً لضخ المياه. وإذا تسللت المياه المالحة، لن يعود في إمكانهم استخدام المياه للري. واشترك مركز ««مياه كولومبيا» مع حكومة غوجارات وكليّة الزراعة في سرداركروشيناغار دانتيوادا، لاستنباط حل على ثلاث مراحل. ويُقدر له أن يبدأ في أيلول (سبتمبر) المقبل. وتتضمن العملية حملة توعية لتعريف المزارعين بحقيقة وضع المياه الجوفية، وشرح احتمال إلحاق الضرر الذي لا يمكن عكس نتائجه، والتشديد على الخطر الذي يلحق بسبل عيشهم إذا تسربت المياه المالحة إلى نظام الري. ومن ثم يراجع الشركاء الأميركيون والهنود التكنولوجيات المحتملة لتوفير المياه ويستخدمون البيانات لشرح فوائد التكنولوجيا إلى المزارعين.