اعتبر الفنان ضياء عزيز ضياء أن ما يدور في الساحة التشكيلية في جدة نهضة فنية شاملة، وأن كثرة المعارض والفعاليات التي تشهدها عروس البحر الأحمر عمل إيجابي، وتوقع ضياء أن تكون جدة قريبا مركزا كبيرا للفنون الجميلة. وعن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، أكد أنها لا تواكب سرعة العصر رغم هدفها السامي، كاشفا عن أن الفنانات يحملن هم المجتمع أكثر من الفنانين، وهن أكثر نشاطا وهمة من الفنانين، وأقل شوشرة ونرجسية. وعن لوحته «محرم 1400»، أكد أنها نتاج تفاعلي مع أحداث احتلال الحرم المكي الشريف من قبل جهيمان وأعوانه، والتي كانت تلك الأحداث صادمة وغريبة وغير مقبولة، وهي تمثل أقصى درجات التطرف والتشدد المجنون، وإلى نص الحوار: كيف يقيم الفنان ضياء عزيز ضياء ما يدور في الساحة التشكيلية حاليا، سواء على مستوى المعارض أو المشاركات أو حتى المسابقات في ظل غياب تام من وزارة الثقافة والإعلام في متابعة المعارض وجودتها؟ إن ما يدور في الساحة الفنية في جدة بالذات هو بداية نهضة فنية شاملة. وإني أرى أن جدة ستصبح في المستقبل القريب مركزا كبيرا للفنون الجميلة. ومنذ عدة سنوات سبق أن أجبت على مسألة كثرة عدد الفنانين والفنانات بأن ذلك شيء إيجابي، وأن هذه الكثرة ستنجب العبقرية والنبوغ في يوم ما. وأكرر اليوم إجابة على سؤالك أن كثرة المعارض والمسابقات والمهرجانات الفنية شيء إيجابي وضروري لظهور المواهب والتفرد والاستقلالية الفنية وإنتاج الجديد. كما أن دفع الحركة الفنية من قبل محبي الفن من أصحاب النفوذ في هذا البلد له التأثير الكبير في الرقي بهذه الحركة والخروج بها من المحلية إلى العالمية. ولا شك أن وسائل التواصل التي نعيشها لها دور كبير في الاحتكاك وتبادل المعرفة محليا وعالميا، ما يؤدي إلى التطور والنضوج وزيادة الوعي. وأما متابعة الحركة الفنية بغرض مراقبة جودة المعارض، فهو أمر صعب في ظل هذه الثورة الفنية التي يعيشها شبابنا اليوم؛ لأن المراقبة والإلغاء والقص والحذف سيؤدي في النهاية إلى الإحباط وإجهاض الحركة في بلادنا، وسيدفع الشباب للعرض خارج البلاد، وهو شيء مطلوب على كل حال. وأقترح أن نترك مسألة مراقبة الجيد والسيئ والمسيء لدينا إلى الفنان نفسه ليكون الفنان رقيب نفسه ومسؤولا عما يعرض. ونترك التقييم للجمهور المتلقي، فالجمهور لا يرحم وهو خير حكم. رأيك الشخصي فيما تقدمه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»؟ الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة مرتبطة في تحركها بالرياض، وهي تبذل ما في وسعها لإثراء الحركة، ولكن مع الأسف البيروقراطية تقيدها. النية سليمة والهدف سامٍ، ولكن الآلية ضعيفة وبطيئة. فهي لا تواكب سرعة العصر الذي نعيش. سبق أن رسمت لوحة «محرم 1400» وكانت لغلاف مجلة إقراء. هل تحدثنا عن تلك اللوحة وأين استقرت الآن؟ لوحة محرم 1400 هي نتاج تفاعلي مع أحداث احتلال الحرم المكي الشريف من قبل جهيمان وأعوانه. ولقد كانت تلك الأحداث صادمة وغريبة وغير مقبولة، وهي تمثل أقصى درجات التطرف والتشدد المجنون. وإني أرى أن من يتجرأ على احتلال الحرم وأخذ الكعبة المشرفة بيت الله الحرام وقلب الإسلام رهينة هو مجرم بلا ضمير ويستحق أقصى درجات العقاب. وذلك ما حدث فعلا. وما اللوحة إلا تعبير عما دار في خاطري بعد أن عشت تلك الأيام المشؤومة. فهي ذكرى وتوثيق لما حدث وهي موجودة في الحفظ والصون. التشكيل النسائي إن صح التعبير كيف تراه في المملكة، وهل هناك نماذج تشكيلية نسائية تطرح فكرا مختلفا؟ الفنانات يحملن هم المجتمع مثل الفنانين ولا فرق بين الاثنين. بل إني أعتقد أنهن أكثر نشاطا وهمة من الفنانين، وأقل شوشرة ونرجسية. ولا أعتقد أن هناك ما يسمى تشكيل نسائي، إذ لا يتم الحكم على العمل الفني لاعتبارات أخرى غير الفن. هل أنت مع من يؤيد ضرورة وجود شهادة منشأ للأعمال الفنية تضمن الحقوق الفكرية والأدبية للفنان تصدر من وزارة الثقافة والإعلام؟ إن توقيع الفنان على عمله مع ذكر تاريخ الانتهاء منه ومكان الإنشاء يكفي. أما في حالة إقامة معارض لفنانين أجانب خاصة من بعض الدول التي لا تعتمد توثيق الأعمال الصادرة، فإنه من الضروري التأكد من صدق التواقيع وأصالة الأعمال الفنية. وما أعرفه أن شهادة المنشأ تعطى للبضائع المستوردة، وهي أحد شروط الاستيراد والتصدير الخاصة بوزارة التجارة والجمارك. أما الأعمال الفنية فهناك جهات مختصة تشهد بأن العمل الفلاني لصاحب التوقيع، وتشهد بأنه أي العمل الفني أصيل وليس مقلدا. والمثال على ذلك إيطاليا (البلد العريق في أمور الفن) تمنع تصدير أي عمل فني دون الرجوع للفنون الجميلة لاستصدار شهادة يمكن بموجبها خروج العمل من إيطاليا، والسبب في ذلك الحفاظ على الثروة الفنية الإيطالية. أعمال الفنان ضياء عزيز ضياء أين تقف من الفن المعاصر؟ تعجبني بعض أعمال ال(Conceptual Art) ولا يشدني البعض الآخر. أما فني فهو ما أحب وأهوى. وهو الفن الذي يحمل الذاكرة، وهو معاصر بطبعه وسيبقى كذلك فليس للفن زمان. درست الفن في روما ومارسته في السعودية هل تحدثنا عن الفرق بينهما؟ اكتشفت نفسي في روما، واكتشفتني بلادي الحبيبة ولا تزال. ولدت في عائلة مثقفة ووالدك رحمه الله كان له أكبر الأثر في تشكيل المشهد الأدبي السعودي.. هل لك أن تحدثنا عن بدايتك مع عالم الفن وأثر تلك العائلة في تكوينك؟ للوالد والوالدة رحمهما الله الفضل في كل ما حققته من نجاحات فنية، فكانا يحبان الفن بجميع فروعه الأدب والموسيقى والرسم والنحت والأوبرا والباليه وكل إنجاز جمالي أو فكري، فقد كنا في طفولتنا نزور المتاحف العالمية والمكتبات ونحضر السمفونيات، وكثير من الأحيان كانت السمفونيات تحضر هي إلينا في بيتنا، فلدى الوالد رحمة الله عليه مكتبة موسيقية عالمية رائعة. وكان اجتماعنا على الغداء أو العشاء يوميا غالبا ما يكون الحديث فيه عن أمر متعلق بمختلف فروع الفن. ولم يفرض الوالد قط رأيه علينا، بل كان يقترح، ويستأنس بآرائنا في كثير من الأحيان. وعندما وجدني متجها نحو فن الرسم دفعني هو والوالدة بقوة، فكان لهما الفضل في دراستي للفن في روما. أما الوالدة رحمة الله عليها فكانت صاحبة التقنية، كانت أمي ترسم بالزيت على القماش، وكانت تصور وتحمض وتطبع ما تصوره بنفسها، وكانت ماهرة في خياطة الملابس. والغريب في الوالدة أنها من بنات مكة رحمة الله عليها.. وهكذا تأثرت بعقل أبي وأنامل أمي، وأتمنى أن يحذو حذو والدي كل من يرى في ابنه أو ابنته ميولا نحو اتجاه ما، سواء أكان هذا الاتجاه فنيا أو علميا أو مهنيا، أن يدفعوه نحو تحقيق طموحه ويساعدوه بشتى الوسائل؛ لأن ذلك من شأنه وضع الثقة في نفس الأبناء التي من شأنها مضاعفة احتمالات التفوق والنبوغ في حياتهم العملية بإذن الله. السيرة الذاتية ولد في القاهرة سنة 1947م، تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة بروما سنة 1971 م بدبلوم/ معادل بدرجة البكالوريوس، عمل مدرسا للتربية الفنية بمدارس الثغر النموذجية من الفترة 21/2/1972 م إلى 25/10/1973م، توظف بالخطوط السعودية كمدير إداري تصميم المكاتب في 26/1/1980 م، تقاعد مبكرا من الخطوط السعودية سنة 2004، ترأس مجلس إدارة المركز السعودي للفنون التشكيلية في الفترة 1987 1988 م، عضو جمعية الثقافة والفنون، عضو بيت التشكيليين/ فترة التأسيس، عضو لجنة تحكيم جائزة أبها الثقافية/ أبها سنة 1989 م، عضو لجنة تحكيم معرض السعودية الأول للفنون التشكيلية (التراث والحضارة) سنة 1991 م، عضو اللجنة العليا لمسابقة (ملون السعودية الرابعة للفن التشكيلي) سنة 1997 م، أقام معرضه الشخصي الأول بفندق جدة بالاس سنة 1969 م، وقد افتتحه معالي الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله، أقام له المركز الثقافي الأمريكي بجدة المعرض الشخصي الثاني سنة 1972 م بالمركز الثقافي الأمريكي بجدة، أقامت له مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع المعرض الشخصي الثالث سنة 2004 م بهلتون جدة، مثل المملكة العربية السعودية بمعرض الكويت الثالث للفنانين التشكيليين العرب سنة 1973 م ه، مثل المملكة العربية السعودية بمعرض (لحظة سلام) بباريس سنة 1985 م، مثل المملكة العربية السعودية بمعرض الكويت الحادي عشر للفنانين التشكيليين العرب سنة 1989 م، شارك في معرض قصر المعارض بروما سنة 1968، برعاية محافظة روما، شارك في معرض بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية «الدورة الثانية» في ديسمبر 1988 م، شارك في معرض الفنانين الإسلاميين المعاصرين الذي أقيم في الأردن/ أكتوبر 1988م ولندن 1989م وعدد من الدول العربية والإسلامية والغربية، شارك في احتفالات فروسية «رويال أسكوت» البريطانية في لندن سنة 2012. شارك في معرض الفن الإيطالي بالاشتراك مع الفنانين السعوديين الدارسين في إيطاليا بمركز الفنون الجميلة بجدة سنة 1972، شارك في المعرض الجماعي السادس للفنون التشكيلية بصالة روشان بجدة سنة 1984، شارك في معرض ال(52) فنانا في ردك بلازا بجدة سنة 1982 م، شارك في معرض الفن السعودي المعاصر بصالة رو شان سنة 1988م، شارك في المعرض الجماعي الأول للفنانين التشكيليين السعوديين بفندق إنتركونتيننتال/ الرياض سنة 1398 ه (1978 م)، شارك في معرض الهيئة الملكية بالجبيل وينبع 1986، شارك في معرض كبار الفنانين السعوديين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض سنة 1400 ه (1979)، شارك في مهرجان الأنشطة الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز سنة 1408 ه (1987 م).