أخطر الاحتلال الإسرائيلي عشرات العائلات الفلسطينية من أريحا بإخلاء منازلهم تمهيدًا لهدمها، وفي الوقت نفسه قال والد الشهيد معتز حجازي: إنه استلم أمرًا من سلطات الاحتلال يقضي بهدم منزله في مدينة القدسالمحتلة، ووافقت إسرائيل على بناء 78 منزلًا جديدًا في مستوطنتين على أرض في الضفة الغربية ضمتها للقدس، ومن المحتمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم الغضب الفلسطيني في وقت تأجج فيه العنف في المدينة المقدسة. إخطارات مكتوبة ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن أحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم قوله: إن قوات الاحتلال سلمتهم إخطارات مكتوبة تطلب منهم هدم بيوتهم بأنفسهم واقتلاع الأشجار، وإزالة كل ما على الأرض خلال 45 يومًا، وإلا فإن الجيش الإسرائيلي سيقوم بعملية الهدم مع تحميلهم مصاريف ذلك. في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن حكومته ستواصل سياسة هدم منازل من تصفهم بالإرهابيين، متوعدًا بهدم منازل كل «من قاموا بعمليات قتل إسرائيليين مؤخرًا»، معتبرًا أنها خطوة «ذات مغزى وهامة»، وسيتبعها المزيد من عمليات هدم المنازل وغيرها من الإجراءات الأمنية على الأرض. وأضاف نتنياهو في جولة له بمدينة القدس أمس الأربعاء: «لقد تم صباح اليوم هدم منزل أحد منفذي العمليات في القدس» في إشارة لمنزل الشهيد عبدالرحمن الشلودي في حي سلوان شرقي القدس. وفي السياق ذكرت مصادر إسرائيلية إن عائلات منفذي العمليات الأخيرة في مدينة القدس تسلمت إخطارات بهدم منازلها، ومن بينهم عائلة الشهيد حجازي والشهيد إبراهيم العكاري. وقالت متحدثة باسم بلدية القدس: إن لجنة التخطيط في البلدية وافقت على بناء 50 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة هار حوما (جبل أبو غنيم) و28 وحدة سكنية في راموت. وتعتبر إسرائيل هاتين المستوطنتين من أحياء القدس. وشهدت القدس اضطرابات في الأسابيع القليلة الماضية بسبب التحكم في الدخول إلى المسجد الأقصى. وغضب الفلسطينيون كذلك بسبب مجموعة من الخطط التي طرحتها إسرائيل مؤخرًا لبناء حوالي أربعة آلاف وحدة سكنية على أرض في الضفة الغربية ضمتها إسرائيل إلى مدينة القدس. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الإعلان الأخير: «هذه القرارات استمرار لسياسة الحكومة الإسرائيلية في خلق أسباب التوتر ودفع الأمور باتجاه التصعيد وعدم خلق الظروف المناسبة للتهدئة». وأثارت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية انتقادات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين يعتبران المستوطنات غير قانونية مثلهما في ذلك مثل معظم دول العالم. وأكد جيف راتكه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية معارضة واشنطن الواضحة والثابتة لأنشطة البناء في القدسالشرقية، مضيفًا: «إنه في هذا الوقت الحساس في القدس. نرى أن مثل هذه الأنشطة لا تتسق مع هدف تهدئة التوتر والبحث عن طريق نحو السلام». واقتحم مستوطنون وطلاب من جمعية ما تسمى «أمناء جبل الهيكل» أمس المسجد الأقصى المبارك وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. بدوره أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني كمال الخطيب أن معركة القدس الكبرى قد بدأت ولن تنتهي إلا بتحقيق وعد الله بتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي. وشدد الخطيب خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة القدسالمحتلة ظهر الخميس على أن الزيارات المكوكية والحراك الدولي هو نتاج الخوف من بركان يوشك أن ينفجر وسيصل شرره إلى كافة حلفائهم في المنطقة. وقال: «أدار الظهر للقدس القريب والبعيد وسط استباحة إسرائيلية كاملة للمقدسات، كذبوا عليكم حينما قالوا: إنهم يريدون السلام والتعايش، إنما يريدون تقسيم الأقصى، بل هدمه وبناء الهيكل المزعوم». وخاطب الخطيب أهل الضفة الغربية قائلًا: «ماذا بقي يا شعبنا في الضفة لتنتفضوا للمقدسات؟ وما عاد لك إلا أن تنتصر. حراك أهل القدس جنن إسرائيل بأكملها فكيف إذا التقى مع الضفة؟ ونحن واثقون من أنكم ستقولون كلمتكم»، وطالب الضفة الغربية بالانتفاضة في وجه الاحتلال للانتصار للقدس والأقصى الجريحين بعد أن أثبتت المفاوضات السلمية بين السلطة الفلسطينية و«إسرائيل» فشلها منذ 21 عامًا. وشن الخطيب هجومًا لاذعًا على التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، قائلًا: «ما دام التنسيق الأمني موجود ستبقى العصا الثقيلة على الضفة. يا أبو الشرف كذبوا عليك حينما قالوا مفاوضات سليمة. 21 سنة ولم ترجع القدس».