يعتب الكثيرون على قلة الحضور الجماهيري لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين المقامة حاليا بالعاصمة السعودية (الرياض) من اخواننا وأصدقائنا بدول الخليج فكلهم لم يتعودوا على هذا الغياب الجماهيري خاصة كبطولة الخليج التي كانت - الى عهد قريب - تحظى بالاثارة والتشويق والتصريحات النارية. بل إن المجتمع الخليجي بأكمله برجاله ونسائه وأطفاله وشيبانه وحتى رجال السياسة فيه ينتظرونها ويتابعونها، بل تكون لهم الشرب والزاد في أيامها، ويعلو بها الصوت في كل بيت وميدان وفي المدرسة والوزارة والمؤسسات والشركات. لكن لماذا هذه البطولة في الرياض خرجت ميتة في الاحساس والمشاعر، بل لماذا أصبحت هذه البطولة ثقيلة على الرياضة والشباب في السعودية !؟ ولماذا تجاهلها عشاق رياضة كرة القدم فأصروا على عدم حضور افتتاحها والمباريات فيها !! أسأل مثل هذه الاسئلة والألم يعتصرني فيما آلت اليه الرياضة عندنا بكل أنواعها ، أصبح مسؤولو الرياضة عندنا يتبادلون الاتهامات فيما بينهم عن كل شيء له علاقة بالرياضة. فها هم يتناحرون على إرث دوري المحترفين ويتآمرون على لجان الاتحاد وأعضائها وعلى رئيس الاتحاد وأعضائه، وها هم يغردون في تويتر باتهام بعضهم على عدم فهم أنظمة الاتحاد وقوانينه، بل سعى الكثير منهم الى تثبيت نفسه بالقانون وغيره في منصبه، بل ويتحدون الجميع على عدم زحزحتهم من أماكنهم إلا بقرار سياسي !! لقد انشغل هل الحل والربط في الرياضة بأنفسهم وبمناصبهم وتركوا العابنا الرياضية المختلفة تتهاوى على أرض الضياع وبالذات كرة القدم، فسقط منتخبنا للناشئين وسقط الهلال وها هو منتخبنا الاول يصارع من أجل البقاء بلا هوية، بل بلا طعم أو لون أو رائحة !! كل مسؤول في رياضتنا يغرد على كيفه لتتفاجأ بحجم الفجوة بينهم كمسؤولين وببعدهم عن بعض، فكل منهم في فلك يسير، وكل منهم يعتقد انه على صواب والآخرون على خطأ. يندب الشارع الرياضي حظه حيث لا يسمع له أحد، الجميع يناشد المسؤولين طرد لوبيز الذي قهر الجميع بتخبيصاته فلا مجيب، وديون الاتحاد السعودي لكرة القدم لا تزال موجودة حتى بعد دعم الملك حفظه الله. ولا يزال أعضاء الجمعية العمومية في الاتحاد السعودي ينتظرون اجتماعهم العادي أو غير العادي، ولا تزال الاندية تصارع من أجل دخلها، ولا تزال أماكن الملاعب الجديدة التي أمر بها الملك - حفظه الله - بين مد وجزر في مناطقها، ولا يزال الناس حيارى في هذا الاتحاد وخططه وبرامجه ومستقبله !! اشتعل الوطن بكل أطيافه في بطولة آسيا للاندية فتفاعل الناس جميعا مع نادي الهلال ممثلا عن الوطن وتجلت الوطنية بكل صورها وأشكالها، لكن الجميع انطفأ بعد هزيمته من سيدني. أما المنتخب اليوم - الذي كان هو الوطن بأكمله - فيلعب في الرياض يصبح غريبا في وطنه فاختفت الوطنية فجأة واختفت معها كل مبادرات التشجيع. لقد أثبتنا من حيث لا ندري ألا منتخب عندنا، بل فقط أندية تسامت على هامة الوطن، فكيف لنا الخروج من هذا المأزق !!