أوضحت وزارة المياه والكهرباء انه يمكن استعادة تكلفة العازل الحراري الذي يتم تركيبه في المبنى خلال اربع سنوات، وذلك من خلال توفير فاتورة الكهرباء، مشيرة الى ان استخدام العزل الحراري في المباني القائمة والجديدة يخفض حتى40 % من استهلاك الكهرباء للمكيفات. وقالت الوزارة في «دليل المستهلك لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وإزاحة الاحمال» ان العزل الحراري يعتبر مادة تتمتع بقدرة على تقليل وإبطاء انتقال الحرارة من داخل المبنى الى خارجه، او العكس بتوظيف جميع او بعض آليات انتقال الحرارة المعروفة (التوصيل، الاشعاع، الحمل الحراري). وبينت ان الحرارة تنتقل من السطح الاكثر حرارة الى السطح الاقل حرارة، حيث لا يمكن لأي مادة او نظام عزل حراري ان يمنع الانتقال بشكل كامل، ويمكن تقسيم طرق تسرب الحرارة من وإلى المبنى، والتي من المفروض تقليها باستعمال اجهزة التكييف للحفاظ على درجة الحرارة الملائمة، الى ثلاث انواع هي: الحرارة التي تتسرب عبر الجدران والاسقف، الحرارة التي تتسرب من خلال النوافذ، الحرارة التي تنتقل عبر فتحات التهوية الطبيعية والمتحكم بها. وأشارت الوزارة الى أن الحرارة التي تتسرب عبر الجدران والاسقف في ايام الصيف تمثل القسم الاعظم من الحرارة المراد تقليها بأجهزة التكييف والتي تقدر نسبتها بحوالي 60 % وأما البقية فتأتي من النوافذ وفتحات التهوية. وأوضحت الوزارة ان الطلب العالي على الطاقة في وقت محدد يؤدي الى رفع كلفتها بسبب ارتفاع تكاليف انتاج الطاقة الرأسمالية، وعدم توظيف طاقات التشغيل بشكل مثالي، بالاضافة الى تكاليف التشغيل والصيانة الاضافية، ويمكن باستخدام نظام عزل حراري جيد اطالة مدة انتقال الحرارة للمبنى والذي يؤدي الى تقليل استهلاك الكهرباء وبالتالي تخفيض الحمل على الشبكات وقت الذروة. وأشارت الوزارة الى ان استخدام نظام عزل جيد يقلل من سعة اجهزة التبريد والتدفئة المطلوبة، مما يقلل من التكاليف الاستثمارية، كما ان استخدام انواع العوازل المناسبة المخففة للأحمال يقلل من تكاليف الانشاء ويؤدي الى حماية الاجهزة والمعدات من خلال اطالة عمرها الفعال، والمحافظة على كفاءتها وبالتالي تقليل تكاليف التشغيل والصيانة لتلك الاجهزة. وبينت وزارة المياه والكهرباء انه يمكن الاستعاضة عن بعض مواد البناء التقليدية تخفيف نسبة عالية من الاحمال، فعلى سبيل المثال يمكن باستخدام بلوكات الهوردي ستايرين ذات الوزن الخفيف توفير 95 % من وزن البلوك الهوردي المستخدم في الاسقف، كما يمكن باستخدام الواح العزل المائلة الاستعاضة عن خرسانة الميول العادية او الخفيفة، وبالتالي توفير ما يزيد على 95 % من وزن خرسانة الميول. وكان رئيس فريق المباني بالمركز السعودي لكفاءة الطاقة المهندس حكم زمو قد أكد أن الدراسات تُشير الى أن التكاليف الإضافية لعزل المباني «الجدران والأسقف والنوافذ» لا تتجاوز 3-5 % من تكلفة المبنى. وعدد المهندس زمو بعض الفوائد المتأتية من تطبيق العزل الحراري للمباني كاستخدام أجهزة تكييف ذات قدرات صغيرة، الذي ينتج عنه تقليل تكاليف شراء الأجهزة المستخدمة وفواتير استهلاك الطاقة، وكذلك توفير أجواء من الراحة والاعتدال للقاطنين بداخل المبنى، والمساعدة على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية، وتقليل استهلاك الكهرباء؛ وبالتالي يتم التوفير في فواتير الكهرباء المدفوعة وتقليل الأعباء على محطات إنتاج الطاقة وشبكات التوزيع خاصة وقت الصيف. وبين أن خطط وإجراءات تنفيذ العزل الحراري في المباني الجديدة كافة وخاصة السكنية منها تتم بتعاون المركز السعودي لكفاءة الطاقة مع الجهات المعنية كافة وعلى رأسها وزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والشركة السعودية للكهرباء, مبيناً أن كل الجهات الحكومية المعنية في المملكة تولي ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة الأهمية القصوى، بما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي ويعود بالنفع كذلك على أصحاب المباني.