أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن «مصلحة البلد كانت تقضي بالتمديد للمجلس النيابي»، موضحاً انه «لا يمكن إجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور في مقعد رئاسة الجمهورية». ودعا المعترضين على التمديد: «يشرفوا ينزلوا الى المجلس النيابي وينتخبوا رئيسا ومن ثم لا مانع من إجراء الانتخابات النيابية بعد أسبوع». وحمّل في حوار خاص ل«اليوم» مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية الى «فريق من المسيحيين (تيار الجنرال ميشال عون)»، عازياً السبب الى انهم «يريدون ان تكون الرئاسة لهم أو لا يكون هناك رئيس أبدا، اضافة الى تحالفهم مع فريق «حزب الله» الذي يدعمهم ويساندهم في هذا الخصوص، آسفاً «لكون أن جزءا من المسيحيين هم من يعطلون هذا الاستحقاق». وأشار الى ان «الجنرال ميشال عون لم يتمكن حتى الآن من الحصول على توافق من طائفته». وعلق مكاري على جولات العنف المتكررة التي تحصل في طرابلس، قائلاً: الحرمان والفقر هما السبب الاول والأخير لما يحصل في الشمال، مشدداً على ان «الانماء المتوازن وايجاد فرص عمل للشاب واعتبار هذه المنطقة جزءا من لبنان ولها حقوق كسائر المناطق اللبنانية يمنع وجود التطرف». هنا نص الحوار: التمديد للبرلمان ما إيجابيات التمديد للبرلمان اللبناني في هذه المرحلة وسلبياته بالنسبة الى صورة لبنان في الداخل والخارج؟ إن أردنا الحديث بشكل عام، فالتمديد غير مستحب، الا ان هناك اليوم ظرفا استثنائيا، بمعزل عن رأي فريق 8 أو 14 آذار ومن سار بالتمديد ومن رفضه، الا ان مصلحة البلد هي التي يجب أن تغلب في النهاية، ولهذا اقتضى التمديد للمرة الثانية، فلا يمكن إجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور في مقعد رئاسة الجمهورية، لذلك «يشرفوا ينزلوا الى المجلس النيابي وينتخبوا رئيسا، ومن ثم لا مانع من إجراء الانتخابات النيابية بعد أسبوع». إذاً بعد وقوع التمديد، هل انتخاب رئيس جديد في البلاد، بات أمراً معقداً لدرجة تأجيل الاستحقاق حتى اليوم؟ الاسباب باتت واضحة جداً لعدم اجراء هذه الانتخابات حتى اليوم، والسبب الرئيسي هو داخلي ويعود لوجود فريق من المسيحيين (تكتل التغيير والاصلاح) يريدون ان تكون الرئاسة لهم أو لا يكون هناك رئيس أبدا، اضافة الى تحالفهم مع «حزب الله» الذي يدعمهم ويساندهم في هذا الخصوص، لهذا فإن توحدهم يمنع اكتمال نصاب جلسات الانتخاب وبالتالي تأجيل الانتخابات من جلسة الى أخرى. اما على الصعيد الخارجي، فأعتقد ان ارتباط بعض الفرقاء من اللبنانيين بدول اقليمية وخارجية يلعب دوراً اساسياً في تعذر الانتخاب، خصوصاً في ظل ما تعيشه المنطقة من أوضاع أمنية وسياسية صعبة في العراقوسوريا واليمن. تعطيل الانتخاب ألا يضعف ما يجري الموقف المسيحي والمسيحيون هم من يتحملون المسؤولية؟ نأسف لكون أن جزءا من المسيحيين هم من يعطلون هذا الاستحقاق، فلو التزموا بالنزول الى مجلس النواب وسمحوا باكتمال نصاب الجلسات لكان «حزب الله» التزم أيضاً وتم انتخاب الرئيس. ما بين رئيس توافقي وأطماع العماد ميشال عون بالكرسي، من سيغلب باعتقادك؟ لبنان مبني على سياسة التوافق، ومن دونها لا يمكننا انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة، وسبق وشهدنا في الحكومة السابقة ما حصل حينما تألفت من دون توافق وكيف أثرت على البلد. المبدأ العام في دول العالم أن الأغلبية تحكم والأقلية تعارض، الا انه في بلد مثل لبنان اثبتت التجارب أن هذه القاعدة لا تنجح ولا يمكن تطبيقها لوجود هذا الخليط من المذاهب والتعددية السياسية، ففي لبنان لا يوجد حزب موال وحزب معارض، بل لدينا أحزاب موالية وأحزاب معارضة. لذا، فإن التوافق هو الحل لإنجاز كافة الاستحقاقات. إن تحرّر العماد عون من التزاماته مع «حزب الله»، هل ستقبلون به؟ سبق وأعلنت قوى 14 آذار وكتلة «المستقبل» أنه لا فيتو على أحد، ولكن بشرط توافق الطائفة المسيحية على هذا المرشح أو ذاك. لا شك أن الجنرال ميشال عون وضع مشروعاً له كي يكون مرشحاً للرئاسة، الا انه لم يتمكن حتى الان من الحصول على توافق من طائفته، كما اننا نجد أن علاقته ب«حزب الله» فيها شيء من التبعية ورأينا كيف سعى عون الى مراضاة «المستقبل» للوصول الى بعبدا الا انه حينما يجد أن الطريق غير سالكة يعود الى مواقفه الداعمة ل«حزب الله» والنظام السوري وبالتأكيد نحن لا نؤيد اي مرشح لا يدعم مواقفنا ك14 آذار. شمال لبنان في الأمن، ما أسباب جولة العنف الأخيرة في طرابلس وما هي أهدافها؟ نتيجة الأحداث التي تجري في المنطقة ولا سيما في سوريا دفعت عدد قليل من الشباب للقيام بردة فعل سلبية نتيجة لشعورهم بالغبن أو بالعجز ازاء انخراط «حزب الله» في سوريا، اضافة الى شعورهم بالفقر والحرمان. لا يمكننا شمول أهالي طرابلس أو السنة جميعاً نتيجة انخراط عدد قليل من هؤلاء في اعمال مخالفة للقانون، فالسنة هم أهل اعتدال إلا ان ضعفاء النفوس يعتقدون اعتقادا خاطئا ان القوى الأمنية وخصوصاً الجيش اللبناني على علاقة جيدة مع «حزب الله» إلا ان الجيش هو جيش لكل اللبنانيين ويقوم بواجباته على اكمل وجه، لهذا فإن ردات فعلهم في غير محلها. ان الاغلبية الساحقة من الطائفة السنية هم من اهل الاعتدال ومع مؤسسات الدولة، ويؤمنون بأن المؤسسات الامنية هي المكلفة فقط بالامن في لبنان. إزاء الأحداث المتكررة التي تعصف بعاصمة الشمال طرابلس، كيف بالإمكان إزالة ثوب التطرف والارهاب الذي يسعى البعض الى لصقه بهذه المدينة؟ الحرمان والفقر هما السبب الاول والأخير لما يحصل في الشمال، فطرابلس على الرغم من وطنيتها وشهرتها بأنها مدينة الثقافة والاعتدال الا انها تعاني من ظلم وعوز لحق بها نتيجة اهتمام الدولة بمدن ومناطق أخرى لناحية الانماء المتوازن، وبقيت وحدها منسية من أي تطور او مشاريع تعيدها الى الحياة وتحسن أوضاع أهلها وسكانها، لهذا فإن اهتمام الدولة بها أمر ضروري ولا يجب أن تقتصر المساعدات على تبرعات أهل الخير كالرئيس سعد الحريري، بل يجب وضع خطط ومشاريع لإعادة النهوض بشمال لبنان وإيجاد فرص عمل للمواطنين والجيل الجديد لاحتوائه وإبعاده عن سلك طريق التطرف والارهاب؛ لأن الفقر يقود الى اليأس وحمل السلاح. مواجهة التطرف هل ما ذكرته كاف لمواجهة التطرف اليوم؟ مما لا شك فيه ان الانماء وايجاد فرص عمل للشاب واعتبار هذه المنطقة جزءا من لبنان ولها حقوق كسائر المناطق اللبنانية يمنع وجود التطرف. هل الخطط الأمنية لم تعد كافية لحماية لبنان عموماً والشمال خصوصاً؟ الخطط الامنية جيدة والجيش اللبناني والقوى الامنية يقومون بكل ما يلزم، اضافة الى أهمية المساعدات التي تمنح للجيش وتم التوقيع على هبة 3 مليارات التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية مشكورة، ويمكن من خلالها زيادة عدد العسكريين. يقوم الجيش اللبناني بدور وطني كبير، إلى متى سيستمر محافظاً على هذا الدور وعلى حيادته وتماسكه؟ سيبقى مستمرا بهذا الدور الى الابد من خلال القيام بواجباته للدفاع عن لبنان ومؤسساته وحماية شعبه من كل الخطط التي تحاك ضده. بشأن الجنود الأسرى، هل انتم مع المقايضة لتحريرهم؟ مع الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الاهالي وظروفهم نؤكد ان التفاوض مشروع جداً والمبادلة مشروعة، فهؤلاء أهلنا ونحن مسؤولون عنهم تجاه أهلنا وبلدنا ولدينا ثقة بأن الحكومة ستقوم بكل ما تستطيع به لأجل فك أسرهم. مكاري يتحدث ل«اليوم»