قدم الدكتور يوسف بن حسن العارف في مقر اللجنة الثقافية بمحافظة تنومة محاضرة بعنوان «جدة الشاعرة» بمناسبة اختيار أعضاء اللجنة في دورتها الثالثة، وقد أقيمت المحاضرة بمقر كلية الآداب والعلوم الإنسانية وبحضور محافظ تنومة عبدالرحمن الهزاني وعدد من أعضاء مجلس الإدارة وعمومية النادي وأعضاء منتدى عبقر المشاركين في إطار التعاون الثقافي بين ناديي أبهاوجدة الأدبيين، قدم للمحاضرة الدكتور علي بن فائز أبو هاشم الذي تناول في مقدمته بعضا مما قيل عن مدينة جدة وذكر شيئاً عن سيرة المحاضر قبل أن يدعوه للبدء في محاضرته. وتحدث العارف في محاضرته عن الأماكن وشاعريتها والتأثر والاحساس بالواقع ثم أشار إلى جدة بسواحلها وفضاءاتها المعرفية وجمال طبيعتها، وعرج المحاضر على شعراء الجيل الأول وعلاقتهم الشعرية بجدة، مثل الشاعر حمزة شحاتة ومحمد حسن فقي وطاهر زمخشري. بعدها انتقل العارف للحديث عن الشعراء المعاصرين الذين عاشوا في جدة وهم في الأصل ليسوا من أهلها مثل الشاعر أحمد قران الزهراني، ومحمد العمٌري، والشاعر عبدالرحمن صالح الشهري، وعبدالعزيز حمود الشريف، وقدم نماذج شعرية من اشعارهم خارج جدة، كما تحدث عن الشاعرات المعاصرات في جده ممن عشن فيها وكتبن عنها مثل الشاعرة زينب عبده غاصب، والشاعرة منى الغامدي، والشاعرة مياده عمر زعزوع، والشاعرة نجاة إسماعيل الماجد. بعدها قدم المحاضر قراءات نقدية لنتاج شعراء جدة ذكر فيها أبرز الملامح التي تميّزوا بها، ثم فتح باب المداخلات فكان أول المتحدثين الشاعر خالد قماش، عضو منتدى عبقر، الذي قال: «مدينة جدة هي بحر وجمال ولكنها مدينة استهلاكية تؤثر على المبدعين» ». فيما أبدى الشاعر علي الشريف، رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة الليث، إعجابه بتنومة واهتمامها بالحراك الثقافي، واصفاً ذلك بأنه دليل وعي وتقدير وقال: «إذا كانت السواحل ملهمة فالجبال قلاع للثقافة وحصون للرجال». من جهته أكد رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع روعة المحاضرة التي عرجت على الموضوعات والآثار الأدبية، حيث لم يستقر رأي المحاضر عن جدة فقط بل كان أغلب الحديث عن الشعراء . وتساءل الدكتور صالح أبو عراد عن المعايير البحثية التي بني فيها البحث عن الشعراء من جدة وهل كانت عن كل من قال عن جدة شعراً؟ أو من عاش في جدة؟ أو من له دواوين صادرة فيها؟ ثم أجاب العارف على المداخلات حيث قال: كل من تحدث عن جدة وجمالها، وقال أنا أتحدث عن شعراء وليسوا من أهل جدة، وعارض الشاعر خالد قماش وقال ليست جدة مدينة قابرة كما ذكر فهي مدينة عمل واجتهاد والمبدع لا يقف عند حد معين. ثم ألقى رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد علي آل مريع كلمة شكر فيها محافظ تنومة على الحضور والاهتمام منذ بداية لجنة تنومة الثقافية، وقال: إن هذه المحاضرة بداية تعاون بين ناديي جدةوأبها الأدبيين، كما كان هناك تعاون بين أدبيي أبها والأحساء، وشكر اللجنة الثقافية في تنومة على نشاطها المميّز كما شكر من عملوا في الدورتين السابقتين وذكر أسماءهم، مبيناً أن عملهم كان تطوعياً بحتاً لأجل الثقافة ولم يكن لأجل المقابل المادي، ثم أعلن أسماء أعضاء الدورة الثالثة، وفي الختام كرم النادي المحاضر ومحافظ تنومة بدرع تقديرية كما كرم أعضاء اللجنة السابقين في دورتيها الأولى والثانية.