السؤال: أنا خريجة جامعية متحجبة وأصلي، لكنني أعاني مشكلة، وهي أنّ كلّ مَن حولي يخدعني، سواء كان رجلاً أو امرأة.. كرهت الحياة فأصبحت أخاف أن أفرح؛ لأنني أعلم أني سأبكي، فكل فرحة لا تتم إلا وتأتي من ورائها مصيبة. أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب: إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في الخروج من أزمتك: أولاً: البداية القوية مع الله جل وعلا.. نعم أنت تحافظين على طاعة الله، تحافظين على صلاتك، تحافظين على ذكر الله، ولا ريب أن في هذا خيرًا عظيمًا، ولكن المطلوب الآن، هو نوع خاص من العبادة، إنها عبادة التوكل على الرحمن الرحيم، إنه الفزع إليه، إنه بثّ الهم إلى ربك الرحمن الكريم، إنه لجوء المؤمنة الصادقة التي تعلم أنه لن ينقذها إلا ربها، ولا يغيثها إلا هو جل وعلا. فالجئي إلى ربك جل وعلا هذا اللجوء، وستجدين أنك وجدت السكينة والطمأنينة الحقيقية. ثانياً: النظر في المسلك الصواب والمنهج السليم ، بحيث تكون العبرة من الحادث الذي وقع لك مع التمييز بين أصناف الناس، فليس كل الناس غادرين، كما أن ليس كل الناس مؤتمنين، فالصواب إذن إنزال الأمور منازلها، فالغريب الذي لا تعلمي منه الأمانة يُحتاط منه، كما أن القريب الذي عرفت أمانته يُعامل بحسب ظاهره، ولا مانع من الاحتياط المعتدل دون أن تصلي إلى حد الشكوك والاتهام والظن السيئ. ثالثاً: الحرص على مصاحبة الأخوات الصالحات الطيبات العاقلات، ليحصل لك تعوّد على مخالطة أصحاب الثقة والأمانة، فتستردين ثقتك بمن يستحق الثقة، فلا بد أن توجهي نظرك إلى مخالطة من تُؤتمن ومن تكون ناصحة محبة؛ لأن هذه المخالطة ستعطيك العوض العملي عن فقدان الثقة، وحاولي اكتساب مهارات وفنون التعامل مع الناس، عن طريق القراءة أو الاشتراك في بعض الدورات عن فنون التعامل، وعليكِ أن تتأملي تصرفات وأقوال الناس من حولك. رابعاً: عدم الاسترسال في تذكّر الحادث الذي وقع لك والقياس عليه، بل حاولي أن تزيلي صورة هذا المشهد من خيالك؛ حتى لا يظل حاضرًا في نفسك فيستمر أثره، فانتبهي لهذا الموضوع وتفطني له. الجميع يكرهني السؤال: أنا إنسانة أعيش في بيت، الجميع يكرهني فيه، وفي كل مكان، والله إني كرهت نفسي بسبب معاملتهم لي في البيت وفي الخارج، حتى إن جميع مَن في بيتي يعيّرني بشكلي؛ لكون كل منهم أعطاه الله قدرا من الجمال، إلا أنني الوحيدة التي لم أُرزق بمثل جمالهم، ومع هذا كله لم أُوفّق في شيء، مع أنني أكثرهم طاعة لوالديّ وللناس، إنّ كل يوم يمر عليّ أبكي بحرقة، ولا أحد يواسيني.. فهل هذا بلاء أم ذنب، وكيف أنال محبة الله تعالى؟ الجواب: من المهم أن تكوني على يقين بأن الله رزقك وميزك عن غيرك بنعم عديدة، فالله سبحانه وتعالى له نعم لا تُعد ولا تحصى على الخلق، قال الله تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" فاجلسي مع نفسك جلسة تأمل في الذات، ومعك ورقة وقلم، ثم ابدئي تسجيل بعض ما يُعتبر من نعم الله عليك، وبعض ما ميّزك به عن غيرك، مثل: أنا أرى بعينيّ وأسمع بأذنيّ وأتكلم بلساني، لا أعاني من مرض مزمن، أنا قريبة من والديَّ وبارة بهما، وغير ذلك من النعم الكثيرة التي تنعمين بها، هذه الخطوة سترفع من معنوياتك، وتشعرك أنك كالآخرين لديك ما يميزك وما تسعدين به، بل لديك الأجمل والأفضل. فلتتقربي لله بالفرائض ثم بالنوافل، وحينها، هنيئاً لك بمحبة الله عز وجل، أمّا محبة الناس فلا تشغلي بالك ولا قلبك؛ فإن من استغنى بالله وحده، أغناه.