من أمريكا ومن ولاية فلوريدا حيث ادرس واسكن وأعيش الآن، اكتب هذه الرسالة حيث لايمكن ان تفوتني فرصة المشاركة كفتاة سعودية مبتعثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - هذه المناسبة التي يسعد ويحتفل بها جميع السعوديين والسعوديات في الداخل والخارج. أنا فتاة سعودية أنعم الله عليها بنعم لا تعد ولا تحصى، كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} فالحمد لله أولاً على نعمة الإسلام، هذه أول نعمة لم أكن أدرك أنها من فضل الله علي بأن خلقني على فطرة الإسلام، فالبعض وفي كثير من الأمم والبلدان ما يزالون حتى الآن يبحثون عن الطريق الصحيح ولم يهتدوا إليه، أما النعمة التي فعلاً لم أكن أدرك قيمتها الحقيقية إلا بعد أن تغربت وسافرت للدراسة هي أنني أنتمي إلى المملكة العربية السعودية، قد يقول البعض وهو يقرأ مقالي انني فتاة أجامل بلدي أو أن آثار الشوق إلى الأهل بالغت في وصف شعوري، لكنني وبكل يقين اقولها ولساني يلهج بالحمد انني فتاة سعودية، صحيح أنا بلدي ليست المثالية ولا رمز الكمال المطلق، لكن غربتي عنها اشعرتني بأمور لم أكن أدرك قيمتها حين كنت فيها. أنا من البلد التي تحمل داخلها اطهر بقاع الأرض، البلد التي يتجه نحوها ملايين المسلمين كل يوم خمس مرات ليولوا وجوههم شطر المسجد الحرام. أنا من البلد التي ولد فيها أفضل رجل شهدته البشرية، نبي الرحمة والتسامح، من احتضنت خطاه وتاريخه. أنا من البلد التي بدأ منها دين السلام والتسامح. أنا من البلد التي يحكمها ملك عادل بدستور الكتاب والسنة، هو عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله -. حين أفخر بكوني فتاة سعودية فإن هذا الفخر ينبع من يقيني باهتمام قلب وعقل مليك بحجم عبدالله بن عبدالعزيز بابنائه وبناته داخل البلاد وخارجها. لا أزال أذكر حينما قمت بعمل عرض مرئي عن المملكة ونظام التعليم فيها لزملاء الدراسة الأجانب أدركت نقطة أوقفني عندها الطلاب وفي أعينهم نظرة تصحبها الغيرة والعجب (حين قلت لهم بأن الجامعة التي تخرجت منها، لم أدفع شيء مقابل دراستي بل هم من كانوا يدفعون لي مكافأة مالية كل شهر)!. يحق لي أن أفخر بكوني فتاة سعودية حين أرى اهتمام الملحقية السعودية بواشنطن بنا كطالبات وطلاب منتمين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين، فهم يستشعرون بأننا أبناء وبنات عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والدي ينافس بنا العالم اجمع.. فنحن نحصل رواتب شهرية وتأمينا طبيا في افضل المراكز الطبية في امريكا... ومكافآت للتفوق وتذاكر طيران... كل ذلك لكي نتعلم ونعود للوطن بالعلم والمعرفة التي تبني الوطن... تعلمت في أمريكا أن كل شيء لا يأتي بسهولة، ولذا فإني أبعث برسالة شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقدم للفتاة السعودية كل الثقة والدعم لتشارك في بناء وطنها. أعلم ان في بلدي بعض السلبيات وأننا لسنا نموذج الكمال المطلق لكن لدينا من الايجابيات والمكتسبات والإرادة لتحقيق الأفضل الكثير الذي يجعلنا نفخر بأرضنا وأهلنا وقيادتنا. رنا خالد الدغيثر - فلوريدا - الولاياتالمتحدة الأمريكية