لم تسلم الأحساء من أهل الفتن والضلال حتى أمست بفاجعة قرية الدالوة التي وصلتها أيادي الغدر والهدف من هذا العمل الإجرامي زرع الفتنة الطائفية بين أفراد المجتمع الاحسائي المسالم، عاش أهل الأحساء من قديم الزمان متجاورين، يجمع بينهم الاحترام والتقدير وحفظ حقوق الجار، وكما أن المدارس تجمع أبناء الأحساء في فصل دراسي واحد وجميع القطاعات الحكومية والأهلية لا تفرق بين هذا وذاك. وتعرف الدالوة بطيبة أهلها وبساطتهم وهم يعيشون بين مزارعهم، وهي تقع شرق مدينة الهفوف سميت بهذا الاسم نظرا لاستخدام أهالي القرية الدلو في سحب الماء من البئر. وقيل أيضا لكثرة مزارع العنب فيها حيث يتدلى العنب في كثير من مزارعها، فعرفت بالدالية، وحورت فيما بعد إلى الاسم المعروف حالياً، فهي قطعة من أرض الوطن غالية علينا. واختار القتلة الدالوة بهذا العمل الإرهابي لإشعال فتيل الفتنة الطائفية التي أثارها أعداء الإسلام في كل مكان من الوطن العربي، فلم يستطيعوا بث سمومهم الفكرية لتفرقة أبناء الوطن، وكما أظهرت هذا الفاجعة أصالة أبناء هذه المنطقة ووقوفهم مع بعضهم عند المحن وزاد من ترابطهم وإحباط مخططات العدو في زرع الضغينة والحسد والكراهية بين أفراد المجتمع واتبعوا هذا الأسلوب الرخيص العاجز بقتل الأبرياء بغير وجه حق، ولا يفعل مثل هذا الفعل من عاش بين نخيلها وعيونها وأكل من تمرها، خرجوا يداً واحدة مستنكرين هذا السابقة الخطيرة لقطع الطريق على أهل الفتن الطائفية بتجريم من قام بانتهاك حرمات الله وزيارة المصابين وتقديم العزاء لأهل الضحايا وفاضت مشاعر الأهالي في التعبير عن حزنهم وتلاحمهم في ظل حكومتهم الرشيدة والوقوف ضد تفكيك المجتمع وكان للشاعر الشاب عبداللطيف الرويشد أبيات تعبر عن الرفض التام لمثل هذا العمل الإرهابي الشنيع فقال: تبت يدا منْ يريد العنف في بلدي ومن يريد بقتلٍ أنْ يزعزعنا مازلت أؤمنُ والتاريخُ يشهد لي أعذاقُ نخلكِ يا أحساء تجمعنا جمعنا الإسلام جمعتنا الأرض وجمعتنا الطيبة، والعمل الإرهابي لم يزدنا إلا تماسكاً وترابطاً يداً واحدة ضد الإرهاب فمن يروع الآمنين ومن يرد بث السموم بالفكر الضال لا يعبر إلا عن نفسه فبلادنا ولله الحمد بلد الأمن والأمان في ظل حكومة عادله لا تفرق بين شعبها فالكل سواسية ونقول لأعداء الوطن: عليكم من الله ما تستحقون.