تعيين الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أميرا لمنطقة نجران، ليس مكسبا لأهلنا في نجران فحسب، بل هو مكسب وطني لنا جميعا، وهنا من واجبنا أن نقدم الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، على هذا الاختيار، فمنطقة نجران من الثغور الهامة لبلادنا، بالذات في هذه المرحلة الحرجة في المنطقة، والتي تحيط ببلادنا. هذا الجزء العزيز من بلادنا، كان محل اهتمام وعناية من قبل ولي الأمر، والآن الأمير جلوي يأتي إلى سدة المسؤولية بعد سنوات طويلة من الخبرة والتجربة والتمرس في ضرورات الإدارة والحكم، ويسند هذه التجربة الخلفية الشرعية والعلمية والثقافية التي تضيف بعدا مهما ضروريا في تكوين رجل الدولة. في الحديث مع الأمير جلوي تلمس بوضوح سعة الثقافة والاطلاع، والقضايا التي يناقشها، مهما تنوعت، يأخذها إلى أصولها وجذورها الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية، والميل إلى المقاربة الفكرية والمنهجية العلمية للموضوعات وللقضايا المطروحة جانب مريح في شخصية المسؤول الذي يتصدى لقضايا الناس وهمومهم، فالنظرة الشمولية للأمور تؤسس الأرضيّة الموضوعية حين اتخاذ القرارات التنموية، أو حين التصدي لحل المشاكل. رغم الفترة القصيرة التي تعرفت فيها عن قرب على الأمير جلوي، إلا أن الانطباع الذي تخرج به هو أنك تعرفه منذ سنوات بعيدة، والنمو السريع في العلاقات الإنسانية ينبع بين الناس عادة من قيم التواضع والتسامح والتراحم، ومن الاحترام والتقدير للطرف الآخر المبني على الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية. وكل من عرف الأمير جلوي يضع هذه الخصال النبيلة في قائمة المكونات الأساسية للشخصية. وكما عُرف عن الأمير التواضع والتسامح، عُرف عنه أيضا جدية التعامل مع القضايا، وعرف عنه نزعته إلى الحكمة التي تمزج بين الحزم واللين، وأيضا مما تسمعه من الذين تعاملوا مع الأمير جلوي ولفترات طويلة من أهل الشرقية هو التزامه الشديد بمبادئ العدالة واعتبارات الدولة وأدبياتها في التعامل مع جميع الناس، فالمواطن يبقى أمام نظر الحاكم (مواطنا)، بعيدا عن أية اعتبارات أو مرجعيات، والحمد لله أن هذه من الخصال الحميدة المتوارثة التي نمت عبر الأجيال في مؤسسة الحكم، وهي التي تقود إلى تكريس الحكم الصالح. أيضا عرف عن الأمير جلوي حبه ودعمه لأعمال الخير والحث عليها ورعاية مشروعاته ومؤسساته، وهذه النزعة ضرورية في مناقب أي حاكم، فالعمل الإنساني والاجتماعي مسار حيوي لإحياء نزعات عمل الخير وحبه بين الناس، ومجتمعنا الآن ومستقبلا في أمس الحاجة إلى توسيع عمل مؤسسات وهيئات (القطاع الثالث). نبارك للأمير جلوي ثقة خادم الحرمين الشريفين، وندعو الله أن يعينه على تحمل عظم الأمانة، وأن يوفقه لخدمة أهلنا في منطقة نجران، ويوفقه لخدمة ورعاية المصالح العليا لبلادنا.