برأ مؤتمر عالمي "الإبل" من فيروس "كورونا" بعد اتهامات من قبل بعض الجهات الصحية بأنه حيوان ناقل للفيروس، وأكد خبراء من المنظمة العالمية لصحة الحيوان، وخبراء من المنظمات الدولية المختلفة التي شاركت في مؤتمر للأمراض الناشئة والترصد الوبائي ليلة البارحة الأولى في العاصمة النمساوية فينا، أنه رغم وجود دلائل على وجود مرض "كورونا" في بعض الجمال، إلا أن البحوث المتاحة لا تؤكد أنه الناقل الرئيس أو الوحيد للوباء. وبين علماء - شاركوا في الطب الوبائي والصحة العامة وكذلك الطب البيطري، إضافة إلى المنظمات الطبية العالمية الَتِي تُعنى بصحة الإنسان والحيوان - أن العالم يحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي للوصول إلى أسباب انتقال وانتشار فيروس "كورونا" خصوصا أن هناك نسبة كبيرة من المصابين لا علاقة لهم بالجمال. علما بأن الكثير من مخالطي الإبل لم يُصابوا بالمرض، وأكد العلماء أنه مازالت هُناك فجوة كبيرة بين الخفافيش والجمال، وعلاقتها بالإنسان. وأطلقت المنظمة العالمية لصحة الحيوان، منصة علمية إلكترونية عالمية للترصد للأمراض والأوبئة الحيوانية، تشمل ما يزيد على 119 مرضاً، إضافة للأوبئة الطارئة، مثل فيروس "كورونا". وأهابت بالدول المشاركة الالتزام برفع التقارير والنتائج خلال 24 ساعة من رصد حالات "كورونا" إلى المنصة، لضمان التعاون العالمي في دراسة تلك النتائج للوصول إلى حقائق تُساعد في معرفة أسباب تلك الأوبئة، وحماية الإنسان والحيوان، ضمن معايير صحية موثوقة. وكانت وزارة الصحة قد أكدت عدة مرات على لسان مستشارها الدكتور طارق مدني، أن الإبل هي الناقل لفيروس "كورونا" وبناءً على ذلك أصدرت الوزارة نشرات تحذيرية تُؤكد أن السبب الرئيس لانتشار "كورونا" الإبل، كان آخرها الشكوك في أن الوباء الذي انتشر في الطائف مصدره "الإبل"، إلا أن مصادر في وزارة الزراعة أوضحت خلوها من وباء "كورونا" بعدما أجرت فحوصات عشوائية أكثر من ألف عينة على الإبل في ذات المنطقة. وسبق أن رفعت عدة جهات حكومية في السعودية أصابع الإتهام للإبل، مشيرة الى أنها الناقل ل "كورونا"، والمتسبّبة في نقل المرض، وأتى مركز غسيل الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، من بين تلك الجهات، الذي حامت حوله الشبهة بعدما كان الشرارة الأولى في انتشار العدوى التي تسببت في إصابة العديد من مغسلي الكلى، ما أدى الى وفاة عدد منهم في وقتٍ لاحق. ولم تنته وزارة الصحة من مكافحة انتشار فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والقضاء عَلَيْه، إذ ظهر فيروس آخر أقلقها، يتمثل في فيروس "إيبولا". حيث أعلنت الوزارة - نهاية الأسبوع الماضي - عن اكتشاف حالات جديدة مصابة ب "كورونا" تتمثل في أربع إصابات من المرضى والعاملين في الطاقم الطبي في أحد مستشفيات الرياض، توفي منهم اثنان، ليرتفع عدد المصابين بالمرض إلى 796 حالة، توفي منها 340 حالة، منذ ظهور المرض بالمملكة قبل عامين. وكان وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه قد نصح خلال مؤتمر صحفي حول "كورونا" : بالابتعاد عن لحوم الجمال وحليبها"، مشيرا إلى أن الوزارة ستقوم بتوفير نشرات تفصيلية عن فيروس كورونا بشكل متواصل. وأضاف : إن الإبل أحد المصادر الحاضنة لفيروس كورونا، مبيناً أن العلماء يواصلون بحثهم للتحقق من حيوانات أخرى.