بدعوة من وزارة الثقافة في مملكة البحرين، يستضيف متحف البحرين الوطني معرض "الفن السعودي الحديث والمعاصر، مختارات من مجموعة المنصورية"، والذي افتتح الخميس الماضي ويستمر لمدة أربعة أشهر. وتشارك الفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر ضيفة شرف المعرض بتسع لوحات مختارة من مجموعتها الخاصة. وعن هذا الحدث الفني الكبير صرحت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد رئيسة مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع قائلة: تربطنا بالبحرين روابط عائلية وأخوية، فنحن جزء من النسيج الخليجي المشترك. في إطار احتفال البحرين بعام الفنّ، تمّ توجيه دعوة مشكورة من الشيخة ميّ آل خليفة لاستضافة مجموعة المنصورية في المتحف الوطني. مضيفة: "تقدم مجموعة المنصورية لتيارات الفنّ السعودي منذ بداية نشأته، نتاج الروّاد منذ الستينات واستمراراً لتياراته المعاصرة في الجيل الفني الجديد وأعماله التفاعلية، والمجموعة ماضية في التكامل وستستمر بإذن الله في مواكبة النتاج الفني المتجدد." وتتابع الاميرة جواهر بنت ماجد حديثها: "لقد بدأ الفن عندي كحاجة شخصية وانتهى مسؤولية وطنية وإقليمية، بدأ كجهد فردي وانتهي كعمل مؤسساتي راسخ الأسس، وإنني لأشكر الشيخة مي وهي المثل الأعلى لكل العاملين في المجال الثقافي. ومدينة جدة لا تقتصر على لقبها كعروس البحر الأحمر فقط، بل تعتبر عروسة الفن العام، كونها مقرا لأكبر متحف مفتوح في العالم. بدأت المجموعة للمتحف بأعمال فنانين سعوديين، فكان العمل الأول للفنان عبدالحليم الرضوي عام 1968 ومن ثمّ أعمال أخرى لفنانين سعوديين آخرين مثل ضياء عزيز ضياء وغيره. ولم تقف الأعمال عند الإنتاج المحلي فقط، بل تعدّت ذلك إلى النطاق العربي والعالمي. فمثلما تعدّ مدينة جدة ملتقى الحضارات كونها بوابة للحرمين الشريفين، كذلك كانت المجموعة الفنية التي كوّنت هذا المتحف. فشملت أعمالاً لفنانين عالميين، كوّنت أعمالهم ما يقارب الخمسمائة عمل فني موزعة في أرجاء المدينة، مما حثّ على بثّ الفن في جميع زوايا المدينة. وبهذا نؤكد أن جدة بالفعل مدينة فنية حضارية شهدت الحركة التشكيلية منذ البداية، حيث شكّل الفن جزءاً من البنية الأساسية لهذه المدينة العريقة. الجدير ذكره أن المعرض يقدم 114 عملاً متميزاً لثلاثين فناناً تشكيلياً منهم: ضياء عزيز ضياء، منيرة موصلي، طه الصبان، عبدالله حماس، علي الرزيزاء، أحمد فلمبان، علي الطخيس، عبدالرحمن السليمان، يوسف جاها، بكر شيخون، من جيل الاوائل إلى فيصل السمرة، نايل ملا، فهد الحجيلان، عبدالعزيز عاشور، أيمن يسري، مهدي الجريبي، زمان جاسم، شادية عالم، إلى صديق واصل، إبراهيم أبو مسمار، محمد الخطيب، سامي التركي، ناصر السالم، والجوهرة آل سعود من جيل الشباب. وتأتي أهمية هذا المعرض أنه ولأول مرة وفي مكان واحد، يعرض هذا الكم من الاعمال الفنية من مختلف مراحل الحركة التشكيلية السعودية ليقدم للمتلقي صورة شاملة عن تطور الفن السعودي منذ بداياته وحتى يومنا هذا.