احتفت وزارة الثقافة في مملكة البحرين بالتعاون مع مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، يوم الأربعاء الماضي بمعرض «الفن السعودي الحديث والمعاصر، مختارات من مجموعة المنصورية».. وذلك ضمن برنامج "الفنّ عامنا"؛ بحضور رئيسة مؤسّسة المنصوريّة للثّقافة والإبداع صاحبة السموّ الملكيّ الأميرة جواهر بنت ماجد آل سعود وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بجانب العديد من المتذوقات والمهتمات بالفنون من مختلف أنحاء العالم ومنهم صاحبة السمو الملكي الأميرة الكمبودية شانسيتا سيسوات والبارون البلجيكي رافاييل هنري إسترامانت وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والمعنيين بالنشاط الثقافي والفني في مملكة البحرين. وأكدت الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز رئيسة مؤسّسة المنصوريّة للثّقافة والإبداع خلال افتتاح المعرض أن السعودية ترتبط مع البحرين بروابط الأخوة والعائلة، مشيدة بالدعوة التي تمّ توجيهها من قبل وزيرة الثقافة الشيخة ميّ آل خليفة لاستضافة مجموعة المنصورية في متحف البحرين الوطني. وأضافت سموّها " أن مجموعة المنصورية تقدّم لتيارات الفنّ السعودي منذ بداية نشأته، في نتاج الروّاد منذ الستينات واستمراراً لتياراته المعاصرة في الجيل الفني الجديد وأعماله التفاعلية، مؤكدة أن المجموعة ماضية في التكامل والاستمرار في مواكبة النتاج الفني المتجدد". وأشارت سموّها إلى أنه قد بدأ الفن عندي كحاجة شخصية وانتهى مسؤولية وطنية وإقليمية، بدأ كجهد فردي وانتهي كعمل مؤسساتي راسخ الأسس، وأنني لأشكر الشيخة مي آل خليفة وهي المثل الأعلى لكل العاملين في المجال الثقافي وذلك لاستضافتها لمجموعة المنصورية. وإن مسؤوليتها ومسؤوليتنا نابعة من حسّ عميق بدور الثقافة، وإن رعاية الفن والثقافة هي رعاية واستنهاض لروح الشعوب و الرّؤى المتفوّقة لأفرادها." الأميرة جواهر بنت ماجد: «السعودية» ترتبط مع «البحرين» بروابط الأخوة؛ وماضون في تقديم النتاج الفني المتجدد الشيخة مي آل خليفة: المعرض واحد من أكثر المجموعات الفنية العربية أصالة ومعاصرة وأوضحت الأميرة جواهر أن مدينة جدة تعتبر عروسة الفن كونها تعدّ مقراً لأكبر متحف مفتوح في العالم. وأضافت "منذ الستينات قام رئيس بلدية جدة في ذلك الحين، "محمد سعيد فارسي" بطرح فكرة مشاريع تجميل مدينة جدة وبدعم من المسؤولين ومن رجال الأعمال من أهالي المنطقة، تمكن من إحياء هذه المشاريع فأصبحت متنفّساً للأهالي، فابتدأ الفن يترعرع في جدّة." وأكدت سموّها أن جدة بلد فنية حضارية شهدت الحركة التشكيلية منذ البداية، حيث شكّل الفن جزءاً من البنية الأساسية لهذه المدينة العريقة، قائلة إن مجموعة المتحف بدأت بأعمال فنانين سعوديين، فكان العمل الأول للفنان عبدالحليم الرضوي عام 1968م، ومن ثمّ أعمال أخرى لفنانين سعوديين آخرين مثل ضياء عزيز ضياء وغيرهم، موضحة أن الأعمال لم تتوقف عند الإنتاج المحلي، بل تعدّت ذلك إلى النطاق العربي والعالمي، حيث شملت أعمالاً لفنانين عالميين منهم 53 عملاً للفنان الإسباني جوليو لافوينتي، 5 أعمال للفنان البريطاني هنري موور، 6 أعمال أخرى للفنان الفرنسي سيزار، 10 للفنان فيكتور فازاريللي وغيرهم من الفنانين العالميين مثل أليكزاندر كالدير وجون ميرو وهارب، إضافة إلى أكثر من 40 فناناً من دول مختلفة كوّنت أعمالهم ما يقارب الخمسمائة عمل فني موزعة في أرجاء المدينة، مما حثّ على بثّ الفن في جميع زوايا المدينة. من أعمال شادية عالم بدورها أعربت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها باستضافة المعرض، قائلة: "ولقدرة الفن على قراءة الغد، وتدوين الماضي، فإن وزارة الثقافة في مملكة البحرين تسعد باستضافة معرض "مجموعة المنصوريّة للفنّ السّعوديّ الحديث والمعاصر". وأضافت: "ونحن نفتح للعالم سماء أخرى في المنامة، نفسح للثقافات المختلفة متسعًا، نبقي صلتنا بامتدادنا الحضاري والتاريخي ونطال سماء المستقبل في مملكة البحرين التي تحتضن المعرض الفنيّ لواحدة من أكثر المجموعات الفنية العربية أصالة ومعاصرة". المعرض يقدم (114) عملًا متميزًا ل(30) فنانًا تشكيليًا منهم: ضياء عزيز ضياء، منيرة موصلي، طه الصبان، عبدالله حماس، علي الرزيزاء، أحمد فلمبان، فهد الحجيلان، علي الطخيس، عبدالرحمن السليمان، يوسف جاها، بكر شيخون، من "جيل الأوائل"، إلى جانب فيصل السمرة، نايل ملا، عبدالعزيز عاشور، أيمن يسري، مهدي الجريبي، زمان جاسم، شادية عالم، إلى صديق واصل، إبراهيم أبومسمار، محمد الخطيب، سامي التركي، ناصر السالم، والجوهرة آل سعود من "جيل الشباب".. وتحل فيه الفنانة الكبيرة صفية بن زقر ضيفة شرف بتسعة لوحات مختارة من مجموعتها الخاصة وسيستمر المعرض حتى 6 مارس 2015.. هذا وتأتي أهمية هذا المعرض كونه يعرض ولأول مرة هذا الكم من الأعمال الفنية من مختلف مراحل الحركة التشكيلية السعودية في مكان واحد، ليقدم للمتلقي صورة شاملة عن تطور الفن السعودي منذ بداياته وحتى يومنا هذا؛ حيث يجسد معرض "الفن السعودي الحديث والمعاصر، مجموعة المنصورية" تطور ونشوء الفن السعودي المعاصر من ستينيات القرن العشرين إلى وقتنا الحاضر من خلال أعمال 30 فناناً، وتتنوع الأعمال المختارة لهذا المعرض بين اللوحات والمنحوتات وفن الخط العربي والفيديو.. الجدير بالذكر أن مؤسّسة المنصوريّة للثّقافة والإبداع قامت بتأسيسها صاحبة السموّ الملكيّ الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز، بهدف الإشراف على أعمال الفنّانين السّعوديين وتوجيهها والتّوثيق لها وعرضها ونشرها وجمعها، لتصبح بذلك المنصوريّة مورداً هامّاً لكلّ الفنّانين والباحثين والمتلقّين للفنّ في السعودية على حدّ سواء. كما تشكل "مجموعة المنصوريّة للفنّ السّعوديّ الحديث والمعاصر" الواجهة العامّة للمؤسّسة. فهي ترمي أولاً إلى تقديم الفنّ السّعوديّ للجمهور، كما أنّها توفر سجلاً متكاملاً ومتميّزاً للحركة التّشكيليّة السّعوديّة وتطوّرها على مرّ السّنين. من أعمال عبدالله حماس جانب من المعرض من أعمال ضياء عزيز