لم يكن الهلال سيئا أمام ويسترن سدني، بل إنه قدم واحدة من أجمل مبارياته، ولكن في كره القدم أحيانا الحظ يعبس في وجهك كثيرا وقد تخسر بطولة وأنت لا تستحق الخسارة. ما أصعب أن تقدم كل شيء في المباراة وتخرج خاسرا لنهائي كنت الأفضل فيه بالذهاب والإياب، ولكنها كرة القدم، ليس بالضروره أن تنصف الأفضل في ملعب المباراة. فرق ومنتخبات كثيرة على مستوى العالم، حقّقت بطولات وهي للأسف لم تكن تستحق هذه الألقاب، وعندما تبحث عن الأسباب لا تجد ما تقوله سوى «الحظ وقسوة كرة القدم». ما حصل في مباراة الهلال هو أشبه بالحلم الذي كان في البداية حلما جميلا وكأسا للبطولة كان قريبا، والأمنيات كانت كبيرة ولكن انتهى كل شيء في لمح البصر، وأصبح ما كان وكأنه «أضغاث أحلام». قبل المباراة وبعد مباراة الذهاب التي خسرها الهلال بهدف وكان هو الأفضل فيها، راهن الكثيرون على أن مباراة الإياب بالرياض ستكون شبه محسومة وأن تحقيق اللقب هو فقط مسألة وقت لا أكثر. للأسف لم يتحقق شيء، رغم أن الهلال كان الأفضل في المباراتين، ولكن لم يحقق «الكأس» الذي انتظره عشاقه ومحبوه كثيرا لتبرهن كرة القدم على أنها لا تعترف بالأفضلية وإن لم تترجم هذه الأفضلية بتسجيل الأهداف. خسر الهلال لقبا قاريا مهما وكبيرا ولكن خسارة بطولة ليست نهاية المطاف، ولهذا عليه الآن أن ينهض من جديد ليواصل العمل حتى لا يخسر كل شيء وما حصل للهلال يحصل مع أي ناد بالعالم. فترة التوقف لدورة الخليج فرصة جيدة للهلال وجاءت في وقت مثالي جدا، حتى يعيد ترتيب أوضاعه من جديد وينافس على البطولات المحلية وعلى لاعبيه أن يعرفوا أن كره القدم فيها أيام فرح وأيام حزن. لم يكن الحظ وحده هو من وقف في وجه الهلال حتى الحكم الياباني «فيشيمورا» ذبح الهلال، ولم يكن موفّقا في إدارة المباراة وتجاهل ضربتي جزاء واضحتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة. أتفهم حرص لاعبي الهلال على الفوز باللقب، ولكن حالة العصبية الواضحة منهم لم تكن مبررة، رغم قرارات الحكم غير الموفقة، وهذه العصبية أفقدتهم التركيز ولهذا لم يترجموا الفرص السهلة لأهداف. في المباريات الهامة والحاسمة يجب أن يعرف اللاعبون أن هناك أكثر من سيناريو قد يحدث في المباراة، وهذا أحد الأمور المهمة في عملية التهيئة النفسية قبل المباريات الكبيرة. الفرق بين «الهلال وسيدني» أن الأخير كان لاعبوه في قمة تركيزهم وبالأخص الحارس وخط الدفاع، ولم يكونوا متوترين طوال المباراة، وكان انضباطهم التكتيكي عاليا بالملعب واستفادوا من أخطاء الحكم وخدمهم الحظ وحققوا البطولة. يُحسب لفريق سيدني أن أخرج من هذه البطولة «جوانزوا الصيني» حامل اللقب، وإف سيول الكوري الجنوبي، وألحق بهما الهلال رغم مشاركته الأولى بالبطولة، وحداثة تأسيسه في 2012م وأصبح بطلا لكأس دوري أبطال آسيا. أخيرا.. السؤال الأهم: من أطاح بالهلال من لقب كأس أبطال آسيا؟ سيدني أم الحظ أم الحكم أم جميعهم؟