قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «إن مصر بدأت تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية رغم ظروفها الاقتصادية ومحاولات عرقلة دورها، مشيرًا إلى أهمية تصويب الخطاب الديني وتخليصه من أي شوائب تجافي صحيح الدين الإسلامي»، فيما أكدت الحكومة أن قانون تقسيم الدوائر الانتخابية سيصدر قبل يوم 10 نوفمبر من الشهر الجاري. وعلى صعيد الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل المتمثل في انتخابات مجلس النواب أنهى مجلس الوزراء التضارب بشأن الموعد النهائي لإصدار قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الذي سيحدد وجهة القوى السياسية، مؤكدًا أن القانون سيتم طرحه قبل 10 نوفمبر الجاري. ووفق تصريحات رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب فإن اللجنة العليا للانتخابات سوف تبدأ في تحديد موعد فتح باب الترشح للمارثون، ودعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع، وتحديد الجدول الزمني للانتخابات فور صدور قانون «التقسيم» لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب الحكومة بسرعة الانتهاء من القانون، ورفض كل المطالب بتأجيل الانتخابات. وأكد «محلب» أن الانتخابات البرلمانية سوف تخضع للمعايير ذاتها التي خضعت لها انتخابات الرئاسة السابقة، والمتمثلة في الشفافية والنزاهة والرقابة، معربًا عن ثقته بقدرة الشعب المصري على اختيار من يمثله تحت قبة البرلمان. النفس الطويل وإزاء الأعمال الإرهابية الأخيرة التي شهدتها سيناء قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في تصريحات صحافية: «أطمئن المصريين وكل الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار أن الحكومة بمساندة الشعب المصري تنتهج سياسة (النفس الطويل)، وسنظل صامدين شعبًا وجيشًا لحماية الوطن، وبإذن الله عن قريب سنقتلع جذور الإرهاب وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء في مصر». وأبان السيسي أن جهود مكافحة الإرهاب في سيناء تسير بشكل جيد وتجري على قدم وساق، إذ إنه تم إغلاق معظم الأنفاق، كما يتم تنفيذ عمليات لتمشيط سيناء بشكل دوري، مجددًا تأكيده على أن العمليات الإرهابية التي تستهدف الجيش تتم بمساعدات خارجية، مشددًا على أنه جارٍ تنفيذ عمليات عسكرية في سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ العملية الأخيرة في شمال سيناء. رؤية شاملة وبيَّن أن مصر تنتهج رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب تؤكد على أهمية البعد التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بهدف القضاء على الأسباب الأساسية التي تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة، ولاسيّما من الشباب لافتًا إلى أنه تبرز هنا أهمية تصويب الخطاب الديني لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها. وعن أمن الخليج العربي أكد «السيسي» أن أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي المصري، ومصر مرتبطة بمحيطها الخليجي ارتباطًا قويًا ووثيقًا، مشددًا على أهمية تكاتف الدول العربية وترابطها في المرحلة الفارقة، والعمل على إعادة بناء الدول العربية المتضررة والحيلولة دون إضعاف دول عربية أخرى. مزاعم داعش أمنيًا في الوقت الذي يقوم فيه الجيش بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بسيناء، بهدف تأمين سيناء من العمليات الإرهابية ومنع تسلل التكفيريين بثَّ تنظيم «داعش» الإرهاربي مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب تحت عنوان «سيناء عرين الموحدين» دعا فيه أنصاره إلى المشاركة في جمع الجهاديين بالمنطقة بهدف غزو سيناء، غير أن محللين عسكريين أكدوا أن بيانات داعش كلها فزاعات لا تغني ولا تسمن، وتأتي في إطار الحرب النفسية لإثناء الجيش عن إقامة المنطقة العازلة، منوهين إلى أن العملية الأخيرة رفعت أقصى درجات الحيطة والاستعداد لدى القوات ونبّهت الأمن بخطورة الموقف. إصابة 6 جنود وبالسياق وفيما لم يمض أسبوع على مجزرة الشيخ زويد التي راح ضحيتها 30 جنديًا وأكثر من 29 مصابًا، وفي وقت يفرض فيه الجيش حظر التجوال بشمال سيناء، تعرضت إحدى المركبات لإطلاق قذيفة «آر بي جي» نتج عنها إصابة 6 من رجال القوات المسلحة أثناء قيامهم بتنفيذ إحدى مهام مكافحة الإرهاب على طريق «العريش- المطار» بمنطقة المحاجر بمدينة العريش، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير، بينما قامت طائرات الأباتشي بالتحليق في سماء المنطقة لضبط الجناة. تفقد جنوبسيناء وفي سياق ذي صلة تفقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مناطق جنوبسيناء؛ للاطمئنان على الحالة التأمينة لعدد من النقاط الأمنية بمدن طابا وشرم الشيخ ونويبع ودهب، والتقى مشايخ وعواقل البدو لتكثيف الحراسات بتلك المناطق، وخاصة في الدروب الجبلية. أعمال إرهابية إلى ذلك لم تتوقف وتيرة الأعمال الإرهابية المحدودة؛ إذ انفجرت قنبلة بدائية الصنع زرعها مجهول داخل صندوق قمامة بمحطة مترو غمرة أسفرت عن إصابة عامل نظافة بحروق طفيفية. يأتي هذا في الوقت الذي أبطل خبراء المفرقعات والحماية المدنية بمحافظة المنوفية مفعول قنبلة بدائية الصنع على شريط السكة الحديد بمنطقة منوف قبل انفجارها بدقائق وأُحضرت النيابة للتحقيق. من جانب آخر ورغم أحداث العنف والإرهاب التي تعرضت لها مصر في الفترة الأخيرة، حرضت الجبهة السلفية على التظاهر العنيف يوم 28 نوفمبر تحت شعار «انتفاضة الشباب المسلم»، وقالت الجبهة في بيان» «أطلقوها ثورة للهوية لا تبقي ولا تذر ترفع راية الشريعة لترجع الحق وتحقق القصاص لا أن تطالب به». محاكمة مرسي قضائيًا استمعت أمس السبت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار أحمد صبرى لمرافعة دفاع المتهم الأول أسعد الشيخة في القضية المعروفة إعلاميًا ب«أحداث الاتحادية»، والمتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعدد من قيادات الإخوان، والتي وقعت 5 ديسمبر الماضى، بين أعضاء الجماعة والمتظاهرين أمام قصر الاتحادية وأسفرت عن مصرع 10 أشخاص، وإصابة العشرات. كذلك استمعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار معتز خفاجي لمرافعة دفاع المتهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان و16 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا ب«أحداث مكتب الإرشاد». ويواجه المتهمون تهم القتل والتحريض على القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين. وفي سياق آخر أرجأت المحكمة الإدارية العليا، نظر الطعون المقدمة من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف على الحكم الصادر بإلزامهم بدفع تعويضات مالية قدرها 540 مليون جنيه لصالح الدولة، إثر الأضرار التي تسببوا فيها بقطع خدمات الاتصالات المحمولة وشبكة الإنترنت إبان ثورة يناير إلى جلسة 10 يناير للاطلاع على أوراق القضية.