السؤال: أرشدوني إلى الحل المناسب، فمشكلتي مع زوجي في لغة الحوار رغم مرور عشرة شهور على زواجنا. لنجاح الحوار فإنه على الزوجة أن تختار المكان والزمان والعبارات المناسبة عند الحديث مع الزوج؛ لأن اختيارها مهم في تقبل الآخر للحوار، فمثلا لا حوار عند الأكل أو النوم أو حتى مشاهدة برنامج، بل ولا عند تصفح الجريدة؛ لأن الحوار ستكون نتائجه سلبية. وكأن السائلة تقول متى يكون الحوار؟. أقول: المرأة الذكية اللماحة تعرف متى يكون زوجها معتدل المزاج غير منشغل عنها، ومقبلا بكل جوارحه إليها، عندها بعبارات جميلة مهذبة بعيدة عن الخطاب الحاد أو ما يسمى خطاب الند للند، عندها يكون الحوار إيجابيًّا مثمرًا، لأن الزوجة الحنونة المتسامحة اللطيفة في حوارها تستطيع كسب زوجها لصالحها، وأنا أظنك تحملين هذه الصفات. ذكرت أنك متزوجة منذ عشرة أشهر فقط، وهذه هي المدة التي غالبا ما يختبر فيها الزوج زوجته ليتعرف على صفاتها، فيفتعل بعض المواقف ليتعرف هل هي جادة - أمينة على ممتلكاته - تتحمل المسئولية، إلى آخره من الصفات التي يرغب أن تتصف بها. وأضرب لك مثالاً على ذلك عندما يقول: أنا لي الحق في الدراسة في أماكن مختلطة، وأنت لا؛ لأنك بنت قد لا يكون هذا هو السبب الحقيقي، ولكن لعله يريد أن يعرف هل تستهويك الأماكن المختلطة بالرجال أم أنك تنفرين منها وتحبين الستر، أو قد يكون السبب أمرا آخر، هو أنه يحبك ويغار عليك ولا يريد لأحد أن يراك غيره، ولا يريد التصريح بذلك وأنت تصرين على الأمر لأنك لم تفهمي منه إلا أنه يقارن بين الذكر والأنثى. أوصيك وأنت في بداية حياتك أن تحرصي على بيتك وزوجك قربة وطاعة لله، وأن تقدمي له كل ما تستطيعين من النصح والأمانة، وأن ترجي ثواب ذلك من الله، وتمثلي في حياتك هذه الآية الكريمة قال تعالى: «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا» (الإنسان:9-12). رزقنا الله وإياكم ما وعد ربنا سبحانه في هذه الآيات الكريمات آمين.