قد تمر ساعات طوال وأنت ترى صغيرك ينقض على جهازه ليلعب عن طريق الانترنت مع شخص أو أكثر، غريب لا يتناسب معه في الفئة العمرية، قد يكون طيبا هذا صحيح، إنما قد يكون خطيراً أيضا. في عام 2012م أعلنت قنوات الأخبار في الولاياتالمتحدة عن حصول حادثة لطفل عن طريق استدراجه بواسطة ألعاب الانترنت. اطلق عليه الخطر الغريب، هؤلاء الغرباء الذين يمكنهم الدخول لمنازلنا والتحدث مع أطفالنا، خاصة أن الألعاب الحالية التي أصبح الأطفال يتحدثون مع الغرباء الكبار الذين لا يعرفون عنهم أي شيء إلا أنها من الألعاب التي تقتضي بالضرورة المشاركة مع آخرين ونسبة ادمانها كما تقول الدراسات كبيرة جدا. وقد اطلعت بنفسي على مواقع لبعض الشركات الشهيرة التي تبيع تلك الألعاب الالكترونية، وفي موقعها تحذيرات للطفل، وللآباء، وكيفية حماية الجهاز والمعلومات الشخصية بأن يوجه الطفل لما يمكن أن يقابله ووضع قوانين تحدد للطفل أن لا يخبر عن اسمه الحقيقي، أو مكان منزله، أو أخبار أسرته ، وأن لا يتلفظ بعبارات سيئة، ولا يقبل أن ينخرط في مجموعات تتنمر عليه أو تتلفظ بكلمات غير مؤدبة ،ويفرضون عليه كثيرا من الضغط النفسي الذي قد يحول الاستمتاع باللعب إلى متاعب نفسية لا تندمل. ومن ضمن القوانين التي تدعمها جمعيات حماية الطفولة أنه إذا كان هناك شخص يسيء لك من خلال اللعب أو فرض نفسه عليك، لا بد من: أن تخبر والديك، عدم الرد عليه، افهام طفلك أنه غير مخطئ. ومن نتائج دراسة أخرى أنه كلما زاد الطفل من اللعب مع آخرين كثر التنمر عليه وأصبح ضحية. المشكلة لدينا مضاعفة، فثقافة الوعي بمثل أخطار هذه التقنيات قد تكاد تنحصر في كثرة العنف الذي تحويه، ومع ذلك فقد رأيت العديد من الأطفال يقتنون ويلعبون ألعابا ليست بنفس المستوى العمري، والخطر الحقيقي فيما تراه الدراسات يكمن في الألعاب الجماعية مع فئة من الغرباء عن طريق الانترنت خاصة في غرفهم الخاصة، فمن الأمان أن تكون في موقع يستطيع فيه الأهل أن يلاحظوا الطفل . وقد تشجع ألعاب الانترنت الطفل على التواصل الاجتماعي، لعصر كثرت فيه التعقيدات، وقل الانخراط اليومي لأطفالنا مع أصدقائهم، ومن الممكن التدقيق بمن يتواصل طفلك وتشجيعه على التواصل مع أصدقاء يعرفهم شخصيا كزملائه في المدرسة أو أقربائه فهم في نفس المرحلة العمرية، كما يجب تقليص فترة اللعب لعدم الاتكاء عليها والدخول في حالة من الوهم الممتع، والانفصال عن مجالات كان من الممكن الاعتياد عليها كالقراءة التي نرى أن من اخترع الألعاب وجنى منها الملايين هم أنفسهم من يساهمون بتشجيع أطفالهم على حب الكتاب، لذا وككل من شاهد بعض الأطفال في الدول المتقدمة، نرى طفلا لا يتجاوز العاشرة ممسكا بكتاب لا يقل عن مئة صفحة، وقد تراه منهمكا في قراءته، ومن المؤكد أنه يستمتع بما يفعله، ومن الأرجح أن لديه في المنزل ألعابا عن طريق الانترنت، هذا التوازن في الحياة قد يستمر لديه طوال العمر، أطفالنا أغلى من أن نلقيهم في المحيط، بدون أن نعلمهم فن العوم. *تربوية