تمكنت وزارة الصحة من استئصال مرض شلل الأطفال من المملكة، حيث نفذت الوزارة 4.5 مليون جرعة تطعيم للاطفال بقيمة 60 مليون ريال، وكانت آخر حالة تم تسجيلها للإصابة بالمرض في عام 1996م، وتقوم الوزارة سنوياً بإجراءات تحصين الأطفال ضد المرض ضمن التطعيمات الأساسية لرفع مناعة الأطفال والمجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى إطلاق الحملات التوعوية والتثقيفية والتحصين في مناطق جازان ونجران وعسير ومكة وجدة والمدينة والتي تعتبر أكثر عرضة لظهور المرض؛ بسبب القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة من بعض الدول الموبوءة. وأوضحت الدكتورة عائشة الشمري مديرة برنامج التحصين ضد شلل الأطفال في وزارة الصحة أن المجتمع قد أظهر تفاعلاً غير مسبوق مع حملات التحصين، حيث وصل معدل التغطية بالتطعيم حوالي (97 %) وهي من النسب العالية في التحصين عالمياً، كما حصلت الوزارة على العديد من الإشادات من منظمة الصحة العالمية على بلوغ هذه النسبة والمحافظة على سلامة المجتمع ومنع وفادة المرض، مؤكدةً حرص الوزارة على تنفيذ جميع التطعيمات للمواطنين والوافدين، ونوهت "الشمري" بالدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والمتمثل في تخصيص الميزانيات اللازمة لتأمين اللقاحات والأمصال، لافتةً إلى أن المملكة تقدم نحو (4.5) مليون جرعة للتطعيم ضد المرض بتكلفة إجمالية تبلغ نحو (60) مليون ريال سنوياً، بالإضافة إلى دعم بعض الدول الإسلامية المجاورة باللقاحات والأمصال. وتحت شعار (لنقض على شلل الأطفال ونصنع التاريخ) فعل العالم اليوم العالمي لشلل الأطفال بتاريخ 24/10/2014م، الموافق 30/12/1435ه، حيث تعتبر المبادرة العالمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتي هدفت إلى تطعيم كل طفل دون استثناء باللقاح المضاد لشلل الأطفال من أكبر الشراكات الصحية بين القطاع العام والخاص، والتي تمكنت من خفض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%، حيث لم يعد شلل الأطفال موجودًا إلا في الدول التي تعاني انخفاضا في مستوى الخدمات الصحية. وفي تقرير صدر عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، أوضح من خلاله أن المملكة تمكنت ومنذ عام 1995م من السيطرة التامة على شلل الأطفال وإعلان المملكة خالية منه، كما تبذل جهوداً مستمرة لمنع وفادة المرض من الدول التي ما زالت موبوءة به، وأضاف التقرير: إن المملكة تعد من أوائل الدول العربية ودول اقليم شرق المتوسط في استخدام لقاحات الأطفال ومنها لقاحات شلل الأطفال، وأنه لم تسجل أي حالة شلل أطفال منذ عام 1995م وحتى الآن. كما أوضح تقرير منظمة الصحة العالمية انخفاض عدد حالات شلل الأطفال في العالم منذ عام 1988م، بنسبة تفوق 99 %، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350000 حالة سُجّلت في ذلك العام إلى (406) حالات في عام 2013م. ويأتي هذا الانخفاض نتيجة لتلك الجهود المبذولة على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض، كما أوضح التقرير أنه خلال عام 2013 لم يعد شلل الأطفال يستوطن إلاّ ثلاثة بلدان في العالم (أفغانستان ونيجيريا وباكستان)، بعد ما كان يستوطن أكثر من ( 125) بلداً في عام 1988م. وفي السياق ذاته اعتمدت منظمة الصحة العالمية المختبر الوطني لشلل الاطفال في المملكة، مختبرا وطنيا لمنظمة الصحة العالمية لشلل الاطفال لمدة عام اعتبارا من مطلع يناير 2005م الى ديسمبر 2005م. ومنذ ذلك التاريخ تجدد منظمة الصحة العالمية اعتمادها للمختبر الوطني لشلل الأطفال في المملكة العربية السعودية آخرها عن العام 2013م، بعد التقييم السنوي في اختبارات التميز لسنة 2013م، حيث حصل المختبر على درجة 100 % في المعايير المطلوبة، وأشادت منظمة الصحة العالمية بهذا الاعتماد. ويأتي استمرار اعتماد المختبر الوطني لشلل الأطفال في المختبر المركزي وبنك الدم من منظمة الصحة العالمية ليصبح مختبراً مرجعياً لفحص شلل الأطفال في الشرق الأوسط، وحصوله على الدرجة الكاملة في الجودة النوعية يؤكد ما تشهده المختبرات وبنوك الدم بالمملكة من تطور في مستوى الأداء والاهتمام الكبير للحصول على أرقى شهادات الاعتراف الدولية، وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات المخبرية الجيدة والمتميزة للمواطن والمقيم. وذكر التقرير الصادر عن المركز أن الهدف من المبادرة العالمية والاحتفال بهذا اليوم هو التوعية بأهمية الكشف عن فيروس شلل الأطفال والقضاء عليه، والحرص على تطعيم الرضع في عامهم الأول بأربع جرعات من اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال، وضمان تغطية تمنيعية عالية بذلك اللقاح، وإعطاء جرعات تكميلية من اللقاح الفموي المضاد لشلل الأطفال لجميع الأطفال دون سن الخامسة. وأورد تقرير المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية "أن شلل الأطفال هو عدوى فيروسية تصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى. وتؤثر على الأعصاب وخاصة أعصاب الأطراف السفلية وتتسبب بشلل كامل أو نصفي وفي بعض الحالات الوفاة. وأن المسبب له هو فيروس شلل الأطفال البوليو (Polio virus) حيث يدخل الفيروس جسم الإنسان عن طريق الفم أو الأنف ويتكاثر في الأمعاء. كما أوضح التقرير أن انتشار شلل الأطفال يتم عن طريق الاتصال المباشر من شخص مصاب إلى شخص سليم، كما يمكن انتشاره عبر المخاط، والبلغم من الفم والأنف، وعن طريق البراز الملوث بالفيروس، والماء والأطعمة الملوثين بالفيروس. وجاء في التقرير "أن معظم الناس المصابين بفيروس شلل الأطفال ليس لديهم أي علامات للمرض، أو علامات خفيفة ولا يدركون أنهم قد أصيبوا. وتشمل تلك الأعراض: الحمى، والتعب، والصداع، والقيء، وتيبسا في الرقبة، وآلاما في الأطراف". موضحاً أن حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض تؤدي إلى شلل عضال، ويلاقي ما يتراوح بين 5 % و10 % من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.