قال وزير الاتصالات المصري عاطف حلمي: إن العمل جار لوضع حزم مشاريع بمليارات الدولارات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، للعرض على المستثمرين خلال مؤتمر سيعقد في فبراير/ شباط، وذلك في مجالات النطاق العريض وإقامة مناطق تكنولوجية وتطوير الموارد البشرية. وتوقع حلمي في مقابلة ضمن «قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط» أن تتطلب مشاريع توصيل النطاق العريض في أنحاء مصر خمسة إلى ستة مليارات دولار. وقال: إن إقامة مناطق تكنولوجية جديدة في مصر يحتاج ما بين 16 و20 مليار جنيه (2.2-2.8 مليار دولار) كما تحتاج البلاد لاستثمارات بين ستة وثمانية مليارات جنيه حتى عام 2020 لتطوير الكفاءات ودعم الشركات الناشئة والارتقاء بها. وتنوي مصر إقامة سبع مناطق تكنولوجية في أسوان وأسيوط وبني سويف وبرج العرب ومدينة السادات والعاشر من رمضان ودمياط، وذلك على غرار القرية الذكية والمنطقة التكنولوجية في المعادي التي قال الوزير: إن الانتهاء من بنيتها التحتية سيتطلب مليارين إلى 2.5 مليار جنيه في غضون عامين إلى أربعة أعوام. وقال: «قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من القطاعات عالية التنافسية من حيث الاستثمار... أكثر من 80% من استثمارات القطاع تأتي من القطاع الخاص.» وتبذل مصر جهوداً لجذب الاستثمار في ظل أوضاع اقتصادية صعبة منذ انتفاضة أوائل 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وأطلقت موجة قلاقل سياسية تسببت في عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهم مصدر رئيسي للعملة الصعبة الضرورية لتمويل واردات الغذاء والطاقة. وقال الوزير: إن شركة جديدة للبنية التحتية من المقرر إقامتها ستضطلع بدور مكمل لما تقوم به المصرية للاتصالات نافيا في نفس الوقت خضوع الكيان الجديد لسيطرة الجيش. وأوضح أن جهودا تجري للانتهاء من إطار عمل الشركة الجديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأن مشاركة الجيش والوزارات والجهات الحكومية الأخرى فيها ستكون من خلال شركات وليس بشكل مباشر. وقال: «الكلام عن سيطرة الجيش كلام غير دقيق»، وأضاف: «وعلى فكرة هم زبون كبير فمشاركتهم ليست لأنها وزارة الدفاع بل لأنهم عميل كبير للشركة (المزمعة إقامتها) أيضاً...ستملك الشركة المرونة والخبرة المتخصصة والتفويض بإقامة بنية تحتية حديثة.» كانت الحكومة وافقت في سبتمبر على خطة الرخصة الموحدة للهاتف الثابت والمحمول التي ستتيح للمصرية للاتصالات تقديم خدمات المحمول عن طريق شبكة افتراضية. وستدفع الشركة التي تحتكر خطوط الهاتف الثابت في مصر 2.5 مليار جنيه مقابل رخصة المحمول في حين تدفع شركات المحمول الراغبة في دخول مجال الهاتف الثابت 100 مليون جنيه، وقال حلمي: إن شركتين من الشركات الثلاث العاملة في البلاد - فودافون مصر واتصالات مصر وموبينيل - أبدت اهتماما. وتثير خطط إقامة الشركة الجديدة للبنية الأساسية للاتصالات بمشاركة جهات حكومية وشركات الاتصالات - إذا رغبت في ذلك - ليعمل في المجال الذي تحتكره المصرية للاتصالات المخاوف من تضرر الشركة الوطنية من جراء المنافسة. لكن حلمي قال: إن الشركة الجديدة لن تتنافس مع المصرية للاتصالات بل «ستتكامل معها لأننا بحاجة ماسة والسوق ضخمة. المنافسة لو سيعملان في مساحة صغيرة لكن مصر بلد كبير وانتشار الانترنت فائقة السرعة 15% فقط. فلدينا نمو كبير في استخدام الانترنت.»